أعرب وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي، مساء الخميس، عن أمله في أن ترى منطقة الشرق الأوسط السلام والأمن. وقال صالحي، في تصريح صحافي عقب لقائه البابا تواضروس الثاني بابا الأسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية مساء اليوم، "لقد تطرقت في لقاء مع قداسة البابا إلى الموضوعات الإقليمية، ونأمل في أن ترى منطقة الشرق الأوسط السلام والأمن، ويكفي ما سال من دماء، ونتنمى لجميع شعوب المنطقة أن تصل إلى الصلح والسلام والاستقرار". وأضاف "لقد تشرفت بلقاء البابا واستفدت كثيراً، وأعلنت أنه في إيران يعيش المسيحيون واليهود والمسلمون في سماحة، وأتمنى لأقباط مصر السعادة والازدهار، ومصر دائماً في أمن وأمان". يُشار إلى أن هذا هو اللقاء الأول بين مسؤول إيراني رفيع وبين البابا تواضروس الثاني منذ اعتلائه كرسي مرقس الرسول في 18 نوفمبر/تشرين الثاني 2012. وجاءت زيارة الوزير صالحي إلى مقر البابا عقب زيارته مشيخة الأزهر حيث أكد شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب، خلال اللقاء، أنه على الصعيد السياسي "ندعم التضامن بين الدولتين مصر وإيران في مواجهة الغطرسة الصهيونية، ودعم الشعب الفلسطيني في قضيته الإنسانية العادلة". كان صالحي أعلن، في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره المصري محمد كامل عمرو عقب استقبال مرسي للوزير الإيراني بوقت سابق من اليوم، أن بلاده تدفع ثمن دعمها للقضية الفلسطينية، مشيراً إلى أن الغرب عرض على طهران رفع العقوبات مقابل تخفيف الدعم لفلسطين. وقال صالحي "إن مواقف إيران دائماً مواقف حق، وإيران تدفع ثمن دعمها للقضية الفلسطينية رغم أنها دولة سنُة وجاءت لنا رسائل من الغرب أن نخفف دعم فلسطين مقابل رفع العقوبات". يُشار إلى أن الولايات المتحدة ودولاً غربية فرضت عقوبات اقتصادية ودبلوماسية على إيران بسبب رفضها وقف برامج تخصيب اليورانيوم، فيما تقول إيران إن برنامجها النووي مخصص للأغراض السلمية وليس لصنع سلاح نووي كما يتهمها الغرب. وحول "الخلاف" بين السُنة والشيعة قال وزير الخارجية الإيراني "لقد بدأت هذه النبرة منذ خمس سنوات فقط، ومن لا يريدون الخير هم من يطلقون بيننا الفتن". وأضاف "إذا كان معنى كلمة سُنّي هو إتباع سُنّة النبي، فإيران كلها سنّية وإذا كان الشيعة معناها حب آل البيت فأتصور أن الشعب المصري كله شيعة". وأشار صالحي إلى أنه "في دولة علمانية مثل سوريا يحاولون تصوير الصراع كصراع طائفي وهو ما يأتي من الإعلام الغربي"، متسائلاً "كيف يتناسون إسرائيل ويعتبرون إيران هي الخطر على المنطقة؟". وقال"إن الرئيس مرسي طرح دعوة مفتوحة لأي زيارات في الفترة المقبلة إلى مصر، وقد دعونا محمد عمرو لزيارة إيران، ونأمل أن نرى إخواننا المسؤولين المصريين في إيران ونقلت تحيات الرئيس نجاد إلى الرئيس مرسي ودعوته لزيارة طهران خلال الفترة المقبلة". وردًا علي سؤال حول العلاقات المصرية - الإيرانية في ظل ما يثار حول وجود تهديدات إيرانية لأمن الخليج، قال صالحي "إن أكبر شاطئ على الخليج الفارسي هو شاطئ إيران ويمثل أكبر استقرار وشريان الحياة ليس للدول المطلة على الخليج فقط"، متسائلاً "كيف نهدِّد استقرار الخليج وهو مرتبط بأمن إيران؟". بدوره شدَّد وزير الخارجية المصري على أن أمن الخليج ضرورة لأمن مصر واستقراره. وأضاف عمرو أن مرسي دعا الرئيس الإيراني إلى المشاركة في القمة الإسلامية التي ستعقد بمصر يومي 6 و7 فبراير/شباط المقبل. وكان وزير الخارجية الإيراني وصل إلى القاهرة أمس، الأربعاء، في زيارة لمصر تستغرق يومين يُسلم خلالها رسالة من الرئيس أحمدي نجاد إلى مرسي، ويلتقي عدداً من القادة المصريين.