شنت قوات الأمن الماليزية، الثلاثاء، هجوماً على مسلحين من مجموعة "سولو" الفليبينيين المتحصنين في قرية تاندوا منطقة بولاية صباح الماليزية. وأفادت وكالة الأنباء الماليزية "برناما" ان الحملة الأمنية الماليزية على المسلحين الفليبينيين بدأت بهجوم جوي، وقد سمع دوي 3 انفجارات، من ناحية قرية تانداو الساحلية، بعد 30 دقيقة من انطلاق العمليات عند الساعة 7 صباحاً بالتوقيت المحلي. واستخدمت في الهجوم مقاتلتا "إف 18" و"صقر" وتلاه قصف مدفعي وهجوم بري نفذه الجيش الماليزي. وشوهد فريق كومندوس يطوق المنطقة ويتقدم باتجاه القرية، ويلحقه عناصر من قوات العمليات العامة. وأصدر رئيس الوزراء الماليزي محمد نجيب عبد الرزاق بياناً أعلن فيه عن الهجوم، مشيراً انه من المفروض على الحكومة أن تتخذ الإجراءات اللازمة لحماية سيادة البلد وسلامة المواطنين نظراً لأن جهودها لمنع إراقة الدماء في لاحد داتو غير ناجحة. وأضاف إنه "منذ الاعتداء على هذه الولاية في 12 شباط/فبراير الماضي، اتخذت الحكومة الماليزية نهجاً لحل النزاع دون إراقة دماء، وقد وقد أجرت الشرطة الماليزية لقاءات ومفاوضات، على أمل أن يوافق المتسللين المسحلين الفليبينيين على الخروج من ولاية صباح بسلام". وأردف ان ماليزيا دولة إسلامية محبة للسلام وتدعم مبدأ تسوية النزاع بطرق سلمية، وقد بذلت قصى الجهود لحل الأزمة بطرق سلمية لتفادي إراقة دماء في لاحد داتو في ولاية صباح إلا انها لم تنجح، واضطرت لاتخاذ قرار الهجوم على مواقع هؤلاء المسلحين. وكانت الشرطة الماليزية تحاصر في القرية حوالي 180 من أتباع السلطان السابق كرام، بينهم حوالي 100 مسلّح منذ نحو 3 أسابيع، بعد أن تسلّلوا على متن قوارب صغيرة من منطقة سولو جنوب الفيليبين. وأعلنت المجموعة أنها من أتباع "وريث مملكة سولو"، وأنهم يطالبون بما يقولون إنه حقهم في أرضهم على ولاية صباح التي كانت تتبع في الماضي "مملكة سولو" قبل موجة الاستعمار الأوروبي ومن بعده الأميركي للمنطقة. ووجّه الرئيس الفيليبيني، بينينو آكينو الثالثنداء إلى السلطان السابق لمنطقة سولو بالفيليبين جمالول كرام الثالث، لسحب مسلّحيه. وكان السلطان كرام، قال إن اتفاق السلام التاريخي الذي وقعته حكومة الفيليبين ومتمردين إسلاميين في تشرين الأول/أكتوبر الماضي لإنهاء صراع مستمر منذ 40 عاماً في جنوب الفيليبين، يسلّم السيطرة على أغلب أنحاء سولو لمتمردي جبهة مورو الإسلامية متجاهلاً السلطنة.