بيروت ـ جورج شاهين
كشف منسق الأمانة العامة لقوى "14 آذار" النائب اللبناني السابق الدكتور فارس سعيد عن اجتماع عقده في باريس مع مجموعة من ممثلي الإئتلاف السوري، في حضور النائب عقاب صقر، حيث كانت جولة أفق في تطورات الازمة في سورية وإمكان التعاون من أجل وضع خارطة طريق للعلاقات اللبنانية – السورية المستقبلية مع سوريو الجديدة". وأثنى سعيد على الكلام الصادر عن الرئيس سعد الحريري، ووصف مبادرته بـ"النافذة التي لم تُفتح فقط على مستوى 14 آذار، إنما على مستوى لبنان ككل". وقال سعيد إنها "بمثابة الهواء النظيف الذي دخل إلى المسرح السياسي وتحديداً في ما خص الجدال القائم حول قانون الإنتخاب، كذلك فإن الرئيس الحريري وكما كان متوقعاً، لم يتكلم بلسان فئوي إنما بلسان وطني جامع حريص على العيش المشترك، متفهّم لهواجس الجميع وأعطى حلاً وطنياً لتلك الهواجس، كما أنه أكد أن الهواجس ليست حكراً على طائفة إنما هي متنقلة من طائفة إلى أخرى ومن وقت إلى آخر، وبالتالي لا حلول لهواجس أي طائفة من خلال العودة إلى داخل الطائفة، الحل هو وطني من خلال تطبيق اتفاق الطائف وتنفيذ قرارات الشرعية الدولية وتثبيت العيش المشترك والوحدة الداخلية في لبنان. وهذه المبادرة فتحت نافذة حوار جدي داخل 14 آذار كما على مستوى لبنان ككل، ووضع الحريري إصبعه على الجرح عندما تلقف الوضع بقوله إننا أمام أزمة وطنية وليس فقط أمام أزمة قانون انتخاب، مطالباً بتضافر جهود الجميع لإنقاذ لبنان. أضاف سعيد: أؤكد من موقعي في الامانة العامة، أن كل قيادات 14 آذار، الحزبية والمستقلة، والرأي العام لـ14 آذار والمجتمع المدني فيها، الذي تبرز فاعليته يوماً بعد يوم وخصوصاً في مسألة "الزواج المدني"، كلها مجتمعة حريصة كما الرئيس الحريري، على إنقاذ لبنان وإيجاد حل وتسوية لهذه الأزمة. وعن حادثة عرسال، استنكر سعيد "الإعتداء على الجيش اللبناني من أي جهة"، كما "نقل وسائل الإعلام روايات مختلفة في شأن الحادثة"، وقال: من حق اللبنانيين معرفة حقيقة ما حصل نظراً إلى خطورة ما جرى، إذ حتى هذه اللحظة لم نسمع الرواية الكاملة التي من المفترض أن تصدر عن الدولة اللبنانية، من أجل وضع الرأي العام اللبناني أمام تفاصيل ما جرى. وأخطر ما يمكن أن يحصل هو التصوير أن هناك مجموعتين الأولى مؤيّدة للجيش والأخرى ضدّه، لأن ذلك يسيء إلى الجيش والدولة اللبنانية. وأنا متأكد أن أهالي عرسال حريصون على بلورة هذه الحقيقة، وأنهم لا يملكون أي موقف عدائي ضدّ الجيش اللبناني، من هنا المطلوب أن نُطلع الرأي العام اللبناني الحقيقة وكيفية معالجة ذيول هذه الحادثة، لأنها بالغة الخطورة. ورفض سعيد وضع الحادثة في خانة المواجهة بين الجيش والطائفة السنيّة، وقائلا: أخطر ما يكون هو أن يصوّر الإعلام اللبناني أن هناك مجموعة مع الجيش وأخرى ضدّه. فالجيش هو لجميع اللبنانيين بكل تلاوينهم السياسية، إنما البيانات المختلفة التي نُشرت في وسائل الإعلام والصحافة اللبنانية أمس واليوم، تفسح في المجال للأقاويل التي لا نريدها، بل نرغب في معالجة هذا الموضوع من باب القانون وبالرويّة والهدوء. وأكرر التأكيد على وجوب وضع حدّ لما حصل أمس في عرسال وفقاً للأصول، ونطالب أهالي عرسال بالتجاوب مع القانون، وفي الوقت ذاته لا نريد من خلال الروايات المختلفة الواردة في وسائل الإعلام الإفساح في المجال لأن يقال هناك مجموعة مع الجيش وأخرى ضدّه، مع التأكيد أن أهالي عرسال بما يتمتعون به من قيَم، حريصون على الجيش اللبناني كسائر المواطنين اللبنانيين.