دافوس ـ أ.ف.ب
حاول رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون الخميس طمأنة المسؤولين السياسيين ورجال الاعمال المجتمعين كما جرت العادة كل سنة في منتجع دافوس في سويسرا بعد خطابه المثير للجدل حول موقع بلاده في الاتحاد الاوروبي. وقال كاميرون امام عشرات المسؤولين السياسيين وكبار اصحاب العمل الذين لم يخف الكثير منهم قلقه، ان "الامر لا يتعلق بادارة ظهرنا الى اوروبا بل بالعكس، انه السعي لمعرفة كيف تكون اوروبا اكثر تنافسية واكثر انفتاحا وليونة وضمان مكانة المملكة المتحدة فيها". وبعد دقائق من خطاب كاميرون حذر رئيس الوزراء الهولندي مارك روت خلال نقاش من ان "المملكة المتحدة خارج الاتحاد الاوروبي لن تكون سوى جزيرة في مكان ما وسط المحيط الاطلسي بين الولايات المتحدة واوروبا" بدون تواصل مع هذه المنطقة او تلك من العالم. واكد كاميرون انه يريد البقاء في الاتحاد الاوروبي ولكن بعد اصلاح اوروبا "المتخلفة عن المنافسة العالمية والتي يهملها المستثمرون" مضيفا "حان الوقت لنجعل منها محرك النمو وليس مصدر تكاليف لاوساط الاعمال ومصدر شكاوى لمواطنينا". وقد وعد كاميرون الاربعاء في لندن، نزولا عند ضغط الاوساط المناهضة لاوروبا، بتنظيم استفتاء نهاية 2017 حول بقاء المملكة المتحدة في اتحاد اوروبي يكون ربما قد خضع لاصلاح في موعد اثار قلقا شديدا في اوساط الاعمال. وفي دافوس شدد كبار اصحاب العمل ومستثمرون على الشكوك التي فاقمت الاجواء المتقلبة وقال رئيس صندوق استثمار بريطاني هام طالبا عدم كشف هويته كما جرت العادة في دافوس "لم يبق لنا سوى الانتظار، لكن الريبة ومهلة (الاستفتاء) ستلقي بثقلها على قرار" اصحاب العمل والمستثمرين. وقال كاميرون ان النقاش حول اوروبا مطروح منذ زمن في بريطانيا وان "اوساط الاعمال تعلم ذلك". واضاف "من الافضل التحلي بالصراحة والانفتاح في هذا الشان والاشارة الى الطريق المؤدي الى حل ستستفيد منه الشركات لاننا سنحقق في النهاية اوروبا اكثر تنافسية وانفتاحا". وتابع كاميرون الذي قال انه من القادة السياسيين الاكثر انسجاما مع اوساط الاعمال ان في امكان تلك الاوساط ان "ترى ان الحزب المحافظ لديه خطة لتسوية المشكلة". لكن بعض المشاركين في هذه الدورة الثالثة والاربعين للمنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس يتساءلون: هل سيكون الحل بقاء بريطانيا في الاتحاد الاوروبي. وقال رئيس الوزراء الايرلندي اندا كيني "مهما كان الامر اريد ان تظل بريطانيا تحتل موقعا مركزيا في الاتحاد الاوروبي". واستاء القادة الاوروبيون وبعضهم حاضر في دافوس من الخطاب الذي القاه رئيس الوزراء البريطاني الاربعاء في لندن. وقال الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند "يجب التعامل مع اوروبا كما هي، بالامكان تطويرها غدا لكن لا يمكن اهانتها بحجة اقتراح البقاء فيها"، فيما دان مسؤولون اوروبيون اخرون ما اعتبروه رغبة بريطانية في ان تكون اوروبا "بحسب الطلب". وقال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس "لا يمكن ان نصنع اوروبا بحسب الطلب" مضيفا "لنفترض انه فريق كرة قدم ننتمي اليه، ولكن عندما ندخله لا يمكن ان نقول انه يمارس لعبة الركبي". واستعمل نظيره الالماني غيدو فسترفيلي العبارات نفسها مشددا على ان "الاختيار بحسب الطلب ليس خيارا". لكن المستشارة الالمانية انغيلا ميركل التي ستلقي كلمة عصر الخميس في دافوس ابدت ليونة اكبر حين قالت الاربعاء "بالطبع نحن مستعدون (...) لمناقشة رغبات البريطانيين".