يعود ملف الصحراء الغربية الى الواجهة عبر الجولة التي شرع فيها المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في نزاع الصحراء، كريستوفر روس في عدد من الدول الكبرى للبحث عن حل يلزم المغرب وجبهة البوليزاريو. وتتزامن الجولة مع بدء محاكمة المغرب أمام القضاء ء العسكري مجموعة من الصحراويين المتعاطفين مع البوليزاريو متهمين بقتل عدد من قوات الأمن المغربية. والجولة الجديدة التي يقوم بها كريستوفر روس منذ بداية الأسبوع الجاري تختلف عن الجولة التي كان قد قام بها منذ شهور وشملت أساسا الدول المعنية بالنزاع وهي المغرب والجزائر وموريتانيا وكذلك جبهة البوليزاريو، إذ تشمل هذه المرة وفق ما أكدت الأمم المتحدة الدول الكبرى أساسا مثل الولايات المتحدة وروسيا. في هذا الصدد، صرح ناطق باسم الأمم المتحدة إدواردو بويي للصحافة منذ يومين أن كريستوفر روس بدأ الاثنين الماضي جولته بلقاء مجموعة من المسؤولين في وزارة الخارجية الأمريكية ثم يتوجه لاحقا الى روسيا وبعدها لندن وباريس ومدريد. وسيتم التركيز على ما يسمى مجموعة أصدقاء الصحراء المكونة من روسيا والولايات المتحدة واسبانيا وفرنسا وبريطانيا، أي أربع دول دائمة العضوية في مجلس الأمن علاوة على اسبانيا بحكم أنها كانت قوة استعمارية سابقة بينما الصين تنأى بنفسها عن هذا الملف. ويعول كريستوفر روس كثيرا على مجموعة أصدقاء الصحراء لتحريك ملف المفاوضات الذي قال في جولة شملت المغرب العربي ـ الأمازيغي سابقا أنه فشل ولم يحصل تقدم. ويرفض روس الاستمرار في المفاوضات غير المباشرة بل يبحث عن صيغة ملزمة للطرفين، أي المغرب والبوليزاريو. وينتظر أن يقدم كريستوفر روس الى مجلس الأمن خلال اذار/ مارس المقبل تقريرا قد يكون منعطفا في تعاطي الأمم المتحدة مع هذا الملف الشائك، إذ كان قد حذّر في التقرير الذي وجهه الى مجلس الأمن خلال شهر نوفمبر الماضي من احتمال انفجار الأوضاع في الصحراء والمناطق المجاورة بها إذا لم يتم الإسراع بالبحث عن حل. في الوقت ذاته، يعود هذا الملف الى الواجهة كذلك من خلال بدء المغرب محاكمة مجموعة من الصحراويين وعددهم 22 شخصا أمام القضاء العسكري بتهمة اغتيال مجموعة من أفراد قوات الأمن المغربي خلال نوفمبر من سنة 2010 خلال أحداث مخيم أكديم إيزيك في مدينة العيون في الصحراء الغربية.