تجدّدت أعمال العنف الاحتجاجي بطريق كورنيش النيل القريب من ميدان التحرير بالعاصمة المصرية القاهرة، عصر اليوم الأربعاء، لليوم الخامس على التوالي. وقام عشرات المحتجين برشق قوات الأمن المنتشرة في محيط الميدان وتحديدًا عند السفارتين البريطانية والأمريكية بالحجارة،  فبادلتهم بإطلاق القنابل المسيلة للدموع، كما عمد المحتجون إلى تعطيل حركة المرور بطريق الكورنيش من خلال وضع جذوع أشجار وحواجز معدنية وحجرية في عرض الطريق. وظهر بين المحتجين في الاشتباكات المشتعلة منذ أيام عدد من مرتدي الأقنعة السوداء وهو الزي الذي عُرفت به مجموعة "البلاك بلوك" التي انتشر أعضاؤها مؤخرًا في مصر ودول عربية أخرى. وتشهد القاهرة وعدة مدن ومحافظات مصرية موجة من أعمال العنف الاحتجاجي ضد النظام انطلقت عشية الاحتفال بالذكرى الثانية لثورة 25 يناير/ كانون الثاني 2011، وأسفرت عن سقوط عشرات القتلى والجرحى معظمهم بمدن قناة السويس الثلاث (من الشمال للجنوب بورسعيد، الإسماعيلية، السويس). وتصاعدت حدة تلك الموجة قبل أربعة أيام عقب فترة من الهدوء النسبي. وفي محافظة بورسعيد التي تمثل المدخل الشمالي لقناة السويس (شمال شرق)، عادت الاشتباكات بشكل متقطع بين قوات الأمن ومحتجين في محيط مديرية أمن بورسعيد، بعد أن فض الجيش الطوق الأمني الذي فرضه صباح اليوم على مداخل ميدان الشهداء المقابل للمديرية. وقامت مدرعة لقوات الأمن المركزي عصر اليوم بدخول ميدان الشهداء من الناحية الغربية، عكس اتجاه المديرية الكائنة في الجهة الشرقية، ورشقها المتظاهرون بالحجارة فيما قصفتهم بقنابل الغاز المسيل للدموع، ما أسفر عن إصابة 12 متظاهرًا بالاختناق. وعقب الاشتباكات التي استمرت لنحو 15 دقيقة، يشهد ميدان الشهداء حالة من الهدوء الحذر وسط تمركز قوات الأمن على مدخل الشارع المؤدى إلى المديرية، واحتشاد مئات المتظاهرين في الجهة المقابلة من الميدان. وكانت قوات الجيش فرضت حصارًا في وقت سابق من صباح اليوم على مداخل ومخارج حديقة ميدان الشهداء ببورسعيد، وهي مسرح الاعتصامات والمواجهات مع الشرطة. وتشهد مدينة بورسعيد المصرية مواجهات تستمر لليوم الثالث على التوالي بين الأمن ومتظاهرين في محيط مديرية الأمن مع اقتراب صدور الحكم النهائي في القضية المتهم فيها 72، معظمهم من أبناء بورسعيد، بقتل 74 من مشجعي النادي الأهلي في أحداث فبراير/شباط 2012 التي عرفت إعلاميًّا بـ"مجزرة استاد بورسعيد".