يواصل ديوان رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، نشر تلميحات قبيل زيارة الرئيس الأميركي باراك أوباما لإسرائيل، وقال مقربون من نتنياهو إنه مستعد لتسويات خلال مفاوضات مع الفلسطينيين، فيما نفت مصادر أخرى نيته تجميد البناء في مستوطنات "معزولة". ونقلت صحيفة "معاريف"، الجمعة، عن مقربين من رئيس الوزراء الإسرائيلي، قولهم إن "نتنياهو سيكون قادرا على تنفيذ تسويات خلال المفاوضات مع الفلسطينيين، لكن هذا متعلق بالثمن الذي سيضطر إلى دفعه". وأضاف المقربون أن "نتنياهو يدرك أنه ينبغي التقدم وهو ملتزم بذلك وسيكون قادرا على إظهار تقدم"، وأنه بإمكان الحكومة الجديدة التي يسعى نتنياهو إلى تشكيلها في هذه الأثناء أن تتقدم في العملية السياسية مع الفلسطينيين. ووفقا للصحيفة فإن نتنياهو سيوفد مبعوثه الخاص المحامي يتسحاق مولخو إلى واشنطن في بداية الأسبوع المقبل من أجل البحث في طرق لاستئناف المفاوضات مع الفلسطينيين. ويأتي هذا الحراك الآن بعد إعلان البيت الأبيض عن جولة لأوباما في المنطقة ستشمل إسرائيل والسلطة الفلسطينية والأردن، ويتوقع أن يبدأها الرئيس الأميركي في إسرائيل في 20 آذار/مارس المقبل. ووفقا لتقارير إعلامية إسرائيلية فإن أوباما سيبحث في إسرائيل الملف النووي الإيراني والحرب الأهلية الدائرة في سورية واحتمالات استئناف المفاوضات الإسرائيلية – الفلسطينية، من دون أن يثير توقعات كبيرة حيال احتمال تحريك المفاوضات. وقالت "معاريف" إن قرار أوباما بتقديم زيارته لإسرائيل كان مفاجئاً لمعظم المسؤولين فيها إذ أنه كان مخططا أن تتم الزيارة في شهر حزيران/يونيو المقبل وأن يحل ضيفا على "مؤتمر الرئيس" الذي يقيمه الرئيس الإسرائيلي شمعون بيرس. وفي مقابل ذلك نفى مسؤولون في ديوان نتنياهو موافقته على تجميد البناء في مستوطنات "معزولة" التي تقع خارج نطاق الكتل الاستيطانية الكبرى الثلاث وهي "أريئيل" و"معاليه أدوميم" و"غوش عتصيون" التي تعتبر إسرائيل أنها ستبقى تحت السيدة الإسرائيلية في أي اتفاق مستقبلي مع الفلسطينيين. ونقلت صحيفة "هآرتس" اليوم عن المسؤولين ذاتهم قولهم إنه لا يوجد تغيير في موقف نتنياهو فيما يتعلق بالبناء في المستوطنات وأنه لا يعتزم تجميد أعمال بناء كهذه في إطار المحاولات لاستئناف المفاوضات. وتأتي أقوال هؤلاء المسؤولين عقب ما نشرته "هآرتس" أمس بأن رئيس مجلس الأمن القومي، يعقوب عميدرور، ومبعوث نتنياهو الخاص، المحامي يتسحاق مولخو، ومستشارين آخرين لنتنياهو، لا يستبعدون احتمال تجميد مؤقت للبناء في المستوطنات "المعزولة" وأن هذا التجميد سيكون فقط مقابل استئناف المفاوضات مع الفلسطينيين بقيادة الإدارة الأميركية وتنفيذ الفلسطينيين خطوات مثل التعهد بعدم التوجه إلى المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي ضد إسرائيل. ونقلت الصحيفة عن عميدرور قوله إن البناء في المستوطنات "تسببت بفقدان إسرائيل لأكبر أصدقائها في الغرب" وأنه "لا يمكن شرح موضوع البناء في المستوطنات في أي مكان في العالم، ولا يمكن شرح هذا الموضوع للمستشار الألمانية أنجيلا ميركل ولا حتى أمام رئيس الوزراء الكندي ستيفن هاربر" اللذان يعتبران من أقرب الزعماء الغربيين لإسرائيل. وأضاف عميدرور أن "البناء في المستوطنات تحول إلى مشكلة سياسية ويجعل إسرائيل تفقد تأييد دول صديقة في الغرب". وأكدت الصحيفة أن ديوان نتنياهو لم ينفِ التصريحات المنسوبة إلى عميدرور، لكن المسؤولين شددوا على أن هذا ليس تلميحاً بأن نتنياهو يبحث إمكانية تجميد البناء في المستوطنات. وقال وزير شؤون الاستخبارات الإسرائيلي، دان مريدور، للإذاعة العامة الإسرائيلية أمس، إن مواصلة البناء في المستوطنات يمس بصورة إسرائيل في العالم ويتناقض أيضاً مع الموقف المعلن لحكومة نتنياهو بشأن حل الدولتين للصراع الإسرائيلي – الفلسطيني. وقال مريدور، الذي ستنتهي ولايته في الأسابيع القريبة، إنه "من جهة، نعبر عن موافقتنا على حل الدولتين، ولكن من الجهة الأخرى لا نحدد البناء داخل الكتل الإستيطانية فقط". واعتبر مريدور أن "البناء خارج الكتل الإستيطانية يشكل خطرا على المشروع الصهيوني ومن شأنه أن يؤدي إلى نشوء دولة ثنائية القومية بين نهر الأردن والبحر المتوسط".