تنتهي بعد عشرين يومًا مهمة المبعوث الأممي الأخضر الإبراهيمي كمبعوث للأمم المتحدة لدى سوريا، بعد مباحثات استمرت 6 أشهر منذ تعيينه خلفاً لكوفي عنان في العاشر من أغسطس/ آب الماضي. يأتي ذلك وفقاً للنظام المعمول به في منظمة الأمم المتحدة التي تحدد مدة المهمات الدبلوماسية للأشخاص والمؤسسات لستة أشهر قابلة للتجديد، وكان الإبراهيمي قد تم تعيينه 10 أغسطس/ آب الماضي ما يعني أن مهمته تنتهي نظرياً 10 فبراير/ شباط المقبل، إلا أنها فعلياً تنتهي أوائل الشهر المقبل حيث تعتمد المنظمة الدولية في تحديد مهامها على الشهور وليس على الأيام. وقال مصدر دبلوماسي أممي، رفض الكشف عن هويته، إن "المبعوث الأممي يفضل تجديد المدة له والاستمرار في منصبه لاستكمال مهامه في إيجاد حل لإنهاء النزاع المستمر في سوريا، لكنه في الوقت نفسه يؤجل قراره النهائي عقب زيارته إلى نيويورك" حيث يقدم تقريره حول سوريا في 29 من الشهر الجاري. وبحسب المصدر نفسه، "إذا وجد الإبراهيمي الأزمة في مالي تتصدر المشهد لدى مجلس الأمن الدولي، فربما يفضل عدم الاستمرار". وأضاف المصدر أن "استمرار الإبراهيمي في مهمته من عدمه خرج من دائرة عدم اتفاق الجانبين الروسي والأمريكي، إلى ضرورة أخذ مجلس الأمن الدولي ردة فعل على أرض الواقع وإلا سيكون مصير مهمته مثل سابقه كوفي عنان الذي أعلن استقالته بسبب ما وصفه آنذاك "نقص الدعم الدولي لجهوده في سوريا على مدى 17 شهرًا". ومن المنتظر، أن يقدم الإبراهيمي تقريرًا لأعضاء مجلس الأمن الدولي في 29 من الشهر الحالي لإطلاعهم على المباحثات التي عقدها في 11 يناير/ كانون الثاني في جنيف مع نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف ونائب وزيرة الخارجية الأمريكية وليام بيرنز بهدف التوصل إلى حل سياسي للأزمة السورية على أساس مبادئ بيان جنيف في 30 يونيو/ حزيران الماضي. لكن الموقف الأميركي الروسي مازال معقدًا بسبب رفض روسيا تنحية رئيس النظام السوري بشار الأسد من أي عملية سياسية. وسبق أن قدّم المبعوث الأممي لسوريا تقريرًا عن مهمته لمجلس الأمن في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، أعقبه بجولة في روسيا وعدد من دول المنطقة في مقدمتها سوريا.