حذّر وزير الخارجية البريطاني، وليام هيغ، الإثنين، من تحول مالي إلى دولة فاشلة، وشدّد على أن حل مشاكلها يجب أن يكون بقيادة افريقية. وقال هيغ، الذي دعمت بلاده العملية الفرنسية في مالي ضد الجماعات المسلحة المرتبطة بتنظيم "القاعدة"، للمحطة الاذاعية الرابعة في هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي)، إنه يتعين على الغرب "أن يتعلم من دروس الصومال بشأن سبل موازنة دوره العسكري بالجانبين السياسي والإنساني، لأنه ليس هناك وصفة طبية سياسية مثالية". ورفض الإقتراحات بأن المجتمع الدولي كان بإمكانه فعل المزيد في مرحلة مبكرة لتوقع المشاكل في مالي وخطر امتدادها للدول المجاورة، مشيراً إلى أن الأمم المحدة "تسعى للتوسط بعملية سياسية وتشجيع تعبئة قوة عسكرية من دول غرب إفريقيا لدعم جهود السلام في مالي، لكن هذه العملية استغرقت وقتاً وبشكل تعذر تجنبه". واضاف هيغ، أن وجود بريطانيا في المنطقة "كان محدوداً تاريخياً وكانت فرنسا القوة الأوروبية الرائدة بالرغم من زيادة تعاونها في مجال مكافحة الإرهاب بالمنطقة ومع دول مثل موريتانيا، ومن الوهم الإعتقاد بأننا قادرون على كل شيء في جميع هذه النواحي.. ونحتاج الآن لاستخدام مجموعة متنوعة وكاملة من الأدوات السياسية والاقتصادية وعند الضرورة القوة العسكرية التي نشرتها فرنسا في مالي، لكن الأهم هو أن تأتي غالبية هذه القوة من البلدان الأفريقية". وشدد وزير الخارجية البريطاني على ضرورة تعلم الدروس من الأزمة الطويلة الأجل في الصومال، حيث أخذت القوات الافريقية زمام المبادرة بمحاربة الإرهاب وركز المجتمع الدولي على تقديم الدعم الإنساني والدبلوماسي لتهيئة المجال لإنشاء حكومة شرعية فعّالة مما أدى إلى إنجاز الكثير من التقدم في الصومال، على حد تعبيره. وقال "ما لا نريده في دول مثل مالي هو عدم تحولها إلى دولة فاشلة وتتفاقم الأوضاع فيها بصورة أكبر عن ما كان سائداً في الصومال"، رافضاً الاقتراحات بأن تدخل بريطانيا في ليبيا للإطاحة بنظام العقيد معمر القذافي أدى إلى تفاقم المشاكل في المنطقة. واضاف هيغ "أن الأسلحة المهرّبة من ليبيا والطوارق الخارجين من هذا البلد ساهمت في هذا الوضع، والذي مكّن تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي من استغلاله".