نفى وزير الاستثمار السوداني مصطفى عثمان وجود أزمة في العلاقات بين بلاده ومصر. وخلال مؤتمر صحفي أعقب لقاءه بوزير الخارجية المصري محمد كامل عمرو بالقاهرة الإثنين قال عثمان "لا أعتقد أن هناك أزمة في العلاقات بين القاهرة والخرطوم". ولفت إلى أنه سيلتقي الرئيس المصري محمد مرسي خلال زيارته الحالية للقاهرة، دون أن يحدد موعدًا. وأشار إلى أنه ناقش مع عمرو أهمية "وجود تعاون ثلاثي مصري سوداني ليبي". وقال إن "وفدًا سيقوم الأسبوع المقبل بزيارة المعابر بين مصر والسودان تمهيدًا لافتتاح الطريق البري (شرق النيل)، والإعداد لافتتاح طريق آخر غرب النيل". وكشف السفير السوداني بالقاهرة كمال حسن الأسبوع الماضي أن بلاده احتجت رسميًا لدى مصر على استضافة الأخيرة اجتماعًا للمعارضة السودانية المسلحة. وقال "علمنا أنهم لا يتلقون دعمًا مسلحًا من مصر، غير أن وجودهم بها يوفر لهم غطاءً سياسيًّا وهو أمر غير مقبول من جانبنا". وحول اتفاقية "الحريات الأربع" التي شكلت أزمة أواخر الشهر الماضي، بين مصر والسودان، قال حسن في تصريحات سابقة للأناضول إن "مصر لديها بعض المخاوف بسبب عدم استقرار الأوضاع الأمنية الداخلية بها". وتعطي تلك الاتفاقية مواطني كل بلد حق أو "حرية" التنقل في البلد الآخر بدون تأشيرة، وحق العمل، والإقامة بدون قيود، وحق تملك الأراضي والعقارات. وطلبت مصر إدخال تعديلات على تفصيلات بنود الاتفاقية مؤخرا يضع بعضها قيودا على دخول السودانيين إلى مصر، فيما اتهم مسؤولون سودانيون القاهرة بـ"التلكؤ" في التوقيع على الاتفاقية المطروحة منذ 4 سنوات لتفعيلها بشكل كامل. من جانبه قال تيجاني سيسي رئيس السلطة الإقليمية في دارفور (غرب السودان) والذي شارك في لقاء اليوم إنه أحاط وزير الخارجية المصري بترتيبات انعقاد مؤتمر "المانحين لدارفور" المقرر عقده في الدوحة الشهر المقبل، متوقعا تنسيقا قويا مع مصر في هذا المؤتمر. ونوه إلى أن عمرو أكد دعم مصر للشعب السوداني وقيام المؤتمر بصورة عامة. وأضاف "ونحن أكدنا من جانبنا على أهمية المؤتمر الذى يهدف لإعادة إعمار وتنمية دارفور وإعادة النازحين واللاجئين لقراهم ومناطقهم الأصلية إضافة للتنسيق بين البلدين في كافة القضايا الاقليمية والدولية". ويشهد إقليم دارفور منذ العام 2003 نزاعا مسلحا بين الجيش السوداني وثلاث حركات مسلحة هي (حركة العدل والمساواة - حركة تحرير السودان بقيادة عبد الواحد نور – حركة تحرير السودان بقيادة أركو مناوي الذي انشق عن نور في العام 2006). وتنتشر في الإقليم منذ العام 2008 بعثة حفظ سلام مشتركة بين الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي تحت اسم "يوناميد"، هي الأكبر في العالم، بموجب قرار من مجلس الأمن ويتجاوز عدد أفرادها 22 ألفًا من الجنود والموظفين من مختلف الجنسيات بميزانية بلغت 1.4 مليار دولار للعام 2012.