القدس المحتلة - ناصر ا لاسعد
أعلن صائب عريقات أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، عن تقديم دولة فلسطين، بلاغا إلى مكتب المدعية العامة في محكمة الجنائية الدولية، كملحق للمذكرة الرسمية التي قدمت في شهر مايو/أيار الماضي. وقال عريقات في مؤتمر صحافي، إن البلاغ المقدم للمدعية العامة، يدعو المحكمة الجنائية لتحمل مسؤولياتها المباشرة في التحقيق بالجرائم التي ترتكبها سلطات الاحتلال في الأرض الفلسطينية بما فيها الجرائم المرتكبة في القدس الشرقية.
وجاءت الخطوة الفلسطينية ردا على قرار الولايات المتحدة إغلاق مكتب بعثة منظمة التحرير في واشنطن، بسب توجه الفلسطينيين سابقا للجنائية. وأوضح عريقات أن البلاغ الجديد يطلب من المدعية العامة التقاء الضحايا، ومن بينهم سكان قرية الخان الأحمر التي تنوي إسرائيل هدمها.
ويدعو البلاغ المدعية العامة إلى إصدار تحذير إلى إسرائيل لمنع هدم قرية الخان الأحمر وتهجير سكانها قسرياً. ووصف عريقات هدم الخان الأحمر بجريمة ضمن الجرائم المنصوص عليها في ميثاق روما، بما في ذلك جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية، ويأتي في السياق الأوسع للسياسات الإسرائيلية الممنهجة وواسعة النطاق لتهجير السكان والتطهير العرقي من أرضهم وإحلال المستوطنين بدلا عنهم.
وأكد عريقات أن التوجه للجنائية لن يتوقف بسبب القرار الأميركي، وإنما "سنستمر في العمل والتوجه إلى المحكمة الجنائية الدولية، والوقوف على قاعدة راسخة للقانون الدولي، مهما بلغت وتيرة الابتزاز والاستقواء والبلطجة السياسية الممارسة من (قبل) الولايات المتحدة، وإننا الآن في مداولات حول محكمة العدل الدولية، لمجموعة من الأسئلة فيما يتعلق بقرار (الرئيس الأميركي دونالد) ترامب حول القدس، وبشأن الأونروا، وفيما يتعلق بالكثير من المواضيع". وهذه ليست أول مرة تتوجه فيها فلسطين للجنائية الدولية. وقدمت فلسطين الإحالة الرسمية الأولى في يونيو (حزيران) 2015، لكن لم تأخذ المحكمة خطوات عملية ضد إسرائيل، بسبب التعقيدات الكثيرة المتعلقة بالملفات وأطرافها.
وقال عريقات "المحكمة الجنائية تعمل منذ سنوات، ولاحظنا أن حكومة ترامب تنتفض وتهدد قضاة المحكمة الجنائية وتعاقبنا بإغلاق المكتب، وتهدد من يساعد المحكمة الجنائية الدولية، وكل هذا يحدث في ذكرى 11 سبتمبر/أيلول، وهذه الذكرى يفترض أن تكون راسخة في عقول ترامب و(الوزير الإسرائيلي نفتالي) بينيت و(السفير الأميركي ديفيد) فريدمان، بسبب الإرهاب الذي واجهته الولايات المتحدة في ذلك اليوم، لأن محاربة الإرهاب تأتي بالانتصار للحق والعدالة وليس بحماية مجرمي الحرب وحماية من يرتكب جرائم الحرب". وأعاد عريقات التأكيد على أن الولايات المتحدة لن تكون طرفا راعيا لعملية السلام في يوم من الأيام.