مقاتل من البوليساريو يقف في مكان كان به الجيش المغربي قبل انسحابه

سحب المغرب قواته من منطقة الگرگرات الصحراوية، وأعلنت جبهة "البوليساريو" أن عملية الانسحاب مجرد "ذر للرماد في العيون"، مؤكدة أن قواتها باقية في مكانها، ومضيفة أن تصدير البضاعة إلى موريتانيا عبر المنطقة "العازلة" يعتبر خرقًا لوقف إطلاق النار.

والگرگرات منطقة عازلة بين الحدود الموريتانية، وحائط الدفاع المغربي المقام حول المناطق الصحراوية الخاضعة للسيطرة المغربية. وتمكنت "البوليساريو" من حشد قوات في المنطقة، أثارت المغرب الذي جمع هو الآخر قواته غير بعيد. وقبل أيام، أقام مقاتلو "البوليساريو" أبراج مراقبة في الگرگرات اعترضت الشاحنات المغربية المتجهة إلى موريتانيا، ومنعت مرور أي شاحنة تحمل خارطة، تبين أن الصحراء مغربية أو أي شعارات مماثلة.

وعلى خلفية هذه الأزمة، اتصل العاهل المغربي محمد السادس، السبت، بالأمين العام للأمم المتحدة، محذرًا من خطر ما وصفه باستفزازات "الانفصاليين" في منطقة  الگرگرات. وقال بيان صدر عن الديوان الملكي، إن "عناصر من جبهة البوليساريو الانفصالية، توغلت في المنطقة المتنازع عليها بين الطرفين منذ أكثر من 40 عامًا" ، واصفًا الأمر بأنه "تحركات مشبوهة للجبهة الانفصالية، الغرض منها تهديد وقف إطلاق النار، ما قد يترتب عنه مواجهة بين الانفصاليين والجيش المغربي".  ويوم الأحد، سحب المغرب قواته وأعادها إلى حيث كانت قبل الـ 15 آب/ أغسطس من العام الماضي، ما سمح بمرور الشاحنات المغربية، وتهدئة الوضع إلى حين.

غير أن "البوليساريو"، أكدت أن قواتها باقية في مكانها، وأن"الوضع في منطقة الگرگرات ليس حالة معزولة، وان اعتبار الوضع العام لعملية تصفية الاستعمار في الصحراء الغربية ككل يبقى السبيل الوحيد، لتجاوز التوتر الحالي"، حسب بيان صدر عن الجبهة.

وقال البيان إنه حينما دخل وقف إطلاق النار حيز التنفيذ في العام 1991، "لم تكن هناك طرق ولا حركة تجارية بين جدار الاحتلال المغربي والحدود الموريتانية. وهو ما يجعل الحركة التجارية اليوم في حد ذاتها خرقًا سافرًا لوضع الإقليم ابان وقف إطلاق"، مضيفًا أن هذه الحركة التجارية تعتبر " تغييرًا في الوضع الذي كانت عليه المنطقة العازلة". واعتبر البيان "قرار المغرب بسحب قواته المتواجدة، في منطقة الگرگرات مئات الامتار عبارة عن ذر الرماد في الأعين".