رئيس الوزراء الجزائري أحمد أويحي

دخل الصراع القائم بين حركة مجتمع السلم, أكبر حزب لإخوان الجزائر, ورئيس الوزراء الجزائري أحمد أويحي, فصلا جديدا من فصول المواجهة القائمة بينهما, بعد أن صعد أويحى من حدة تعامله مع المعارضة المحسوبة على التيار الإسلامي, واتهمها بـ " التيهان " و " الانحراف السياسي ", وهو الكلام الذي أثار غضب حركة مجتمع السلم, التي فهمت أنها أكثر المعنيين  بتصريحات هذا الأخير الذي انتقدها بالانحراف عن مسار مؤسسها الراحل الشيخ محفوظ نحناح.

وليست هي المرة الأولى التي يدخل فيها رئيس الوزراء الجزائري, أحمد أويحي, في مواجهة مع حركة مجتمع السلم التي شنت هجومًا حادًا ضد أحد أبرز كوادر حزب التجمع الوطني الديمقراطي بزعامة أحمد أويحي, وزير الصناعة السابق عبد السلام بوشوارب وهو الأمر الذي لم تستصغه تشكيلته السياسية ووصفت تصريحات الرئيس السابق لـ " مجتمع السلم " عبد الرزاق مقري, بـ " التافهة " , وتوقفت حمس عند تعليق أويحي على كلمة " ارحل " التي ترفعها المعارضة كشعار لها.

وعاد أحمد أويحي ليفتح من جديد أبواب هذا الصراع, وسخر من نواب حركة مجتمع السلم بالبرلمان واتهمهم بـ  " التيهان " و " الانحراف السياسي " مقارنة بزمن رئيسي حركة مجتمع السلم السابقين محفوظ نحناح ثم أبو جرة سلطاني الذي كرس لتحالف رئاسي مع حزبي السلطة الرئيسيْن وهما جبهة التحرير الوطني برئاسة عبد العزيز بوتفليقة بزعامة عبد العزيز بلخادم آنذاك والتجمع الوطني الديمقراطي الذي يقوده رئيس الوزراء الحالي.

وأثارت تصريحات أحمد أويحي غضبًا كبيرًا في أوساط النواب الإسلاميين, ورد رئيس  حركة مجتمع السلم, عبد المجيد مناصرة, على تصريحات رئيس الديوان الرئاسي الأسبق أحمد أويحي, قائلا في تصريحات صحافية " كلام رئيس الحكومة الجزائرية أحمد أويحي, عن الشيخ الراحل محفوظ نحناح, شهادة تؤكد الخدمة الكبيرة والتضحيات الجسيمة التي قدمتها التشكيلة الإسلامية للجزائر طيلة العقود الماضية ".

وعلق على تصريحات أويحي قائلا " أن نكون معارضين لا يعني أننا ضد الجزائر, وعلى الحكومة أن تتقبل الانتقادات بما فيها أويحى, ونقول لهذا الأخير لا نريدك أن تتدخل في الشؤون الداخلية لمجتمع السلم ". وأعادت تصريحات أويحي حول حركة مجتمع السلم الصراع القائم بين أبرز كوادرها إلى الواجهة بعد أن خفتت حدته لظرف زمني وجيز بين الرئيسين السابقين لمجتمع السلم, أبو جرة سلطاني وعبد الرزاق مقري. فالبداية كانت برد أبو جرة سلطاني رئيس الحركة الاسبق عن أويحيى، وقال إنه كان من المفروض على رئيس الوزراء الجزائري أن يوجه كلامه فقط إلى 34 نائبا من حمس، وليس كل الحركة، ومعروف أن أبو جرة يتبنى فكرا مواليا للسلطة يحبذ المشاركة في السلطة، يخالف فيه القيادات الحالية وعلى رأسهم عبد الرزاق مقري وعبد المجيد مناصرة, وهي التصريحات التي أخرجت رئيس الحركة الأسبق عبد الرزاق مقري عن صمته ليكتب على صفحته الرسمية على الفيسبوك  " عن خفض سقف المعارضة: رسالتي هذه لجهات قريبة لا نستطيع الوصول إليها إلا عبر هذا الفضاء ".