واشنطن - العرب اليوم
تعاني الولايات المتحدة الأميركية من غياب ممثلين دبلوماسيين لها في 41 سفارة ومنظمة دولية حول العالم من بين الـ 188 دولة، منذ تولي الرئيس ترامب منصبه في البيت الأبيض، وتعتمد عشرات البعثات الأميركية على موظفي الخدمة الخارجية في وزارة الخارجية الأميركية ، ممن قد يكونون أقل تأثيرا من السفراء، لتمثيل المصالح الأميركية ، كما هو الحال في دول مثل مصر وألمانيا وكوريا الجنوبية والتي تفتقد سفيرا للولايات المتحدة على أرضها، ومنذ تولي الرئيس ترامب فإن معدل المناصب الدبلوماسية العليا في عهده قد عانى من نقص السفراء بنسبة شواغر على مستوى سفرائها بنسبة 22٪، مقارنة بـ 11 % فقط في عهد سابقه باراك أوباما، فلا يملك ترامب ممثلا مختارا في كوريا الجنوبية التي تواجه اخطر تهديد نووي في العالم كوريا الشمالية، كما انه ليس لديه مبعوث في المملكة العربية السعودية، حليفة الولايات المتحدة التي تساعد على تحقيق الاستقرار في الشرق الأوسط وموازنة نفوذ إيران.
ولا يوجد سفير أميركي في تركيا، حيث يتهم رئيسها رجب طيب أردوغان الولايات المتحدة لمحاولة الانقلاب في عام 2016، ولا يوجد لترامب مبعوث شخصي للاتحاد الأوروبي في القارة التي تكافح مع تزايد مد الحركات القومية اليمينية المتطرفة ورسيا، وهناك حاجة إلى سفراء من الولايات المتحدة في ألمانيا، والتي تمثل أكبر اقتصاد في أوروبا؛ وكوبا لأنها تقيم علاقة جديدة مع الولايات المتحدة، كما تعتبر مصر، حليفة الحرب ضد التطرّف، ويغيب ممثل الدبلوماسية الأميركية الأول فيها
ووفق تصريحات نقلها موقع نيوز 24" قالت باربرا ستيفنسون، رئيسة جمعية الخدمات الخارجية الأميركية ، وهي منظمة مهنية واتحاد عمالي، إن ترك تلك الوظائف الشاغرة يكمن في إرسال فريق رياضي إلى البطولات في هذه البلدان، وأضافت "مع كل التهديدات التي تواجه بلادنا، لم يكن هذا هو الوقت المناسب لسحب فريق الخدمة الخارجية من الميدان وخطر تخريب اللعبة لخصومنا".
ووجّهت وزارة الخارجية الأميركية أسئلة حول الشواغر إلى مقابلة أجراها وزير الخارجية ريكس تيلرسون مع لجنة النظم الأساسية هذا الشهر، وقال تيلرسون، ردا على سؤال عن الشواغر، إن بعض الترشيحات تنتظر تأكيد مجلس الشيوخ، وأضاف "أنّ أهداف سياستنا الخارجية مازالت تلبى ما نطمح إليه فيها"، وتعزز وزارة الخارجية الأميركية دبلوماسييها من الداخل، كما هو الحال في الجيش.
وانخفض عدد ضباط الخدمة الخارجية بنسبة 3٪ تقريبا من 8,176 في مارس 2017 إلى 7،940 في نهاية ديسمبر/كانون الأول، وفقا لسجلات وزارة الخارجية الأميركية، كما انخفض عدد كبار الموظفين بنسبة 16 في المائة تقريبا من 968 إلى 816 موظفا. ومن بين كبار موظفيها - وهم ستة من موظفي الخدمة الخارجية الستة الذين يشغلون منصب السفراء، ترك أربعة منهم وزارة الخارجية خلال رئاسة ترامب.
وأعلن مساعد وزير الخارجية الخامس للشؤون السياسية توم شانون انه سيتقاعد في مارس/آذار المقبل، وفي إيطاليا، استغل لويس لويس آيزنبرج، وهو رئيس مالي سابق للجنة الوطنية للجمهوريين، التي كانت وظيفتها السابقة رئيسا لهيئة ميناء نيويورك ونيوجيرسي، في فرنسا، عين ترامب جيمي ماكورت، مطور عقارات بوسطن الذي شارك في ملكية لوس أنجلوس دودجرز حتى عام 2011، وقال إنه تبرع بأكثر من 400 الف دولار لصندوق ترامب، وفقا "لوس أنجلوس تايمز"، وفي سويسرا، عين ترامب، إد مكمولين، المدير التنفيذي للعلاقات العامة الذي ترأس مكتب حملة ترامب في ساوث كارولينا 2016، وفي هولندا، استقبل الصحافيون الهولنديون السفير بيتر هويكسترا، وهو عضو سابق في الكونغرس الأميركي، خلال أول مؤتمر صحفي له في يناير حول التعليقات التي أدلى بها في عام 2015 عن المهاجرين المسلمين الذين أحرقوا سيارات وسياسيين في بعض الأحياء الهولندية. ثبت أن التعليقات غير صحيحة، واعتذر هوكسترا، أما في إسرائيل فسفير ترامب، هو ديفيد فريدمان، المحامي العقاري السابق للرئيس، وقد أثار ترشيحه جدل لأنه دعم أصدقاء أمريكا من مؤسسات بيت "إل" وهي منظمة تدعو للمستوطنين اليهود في الضفة الغربية الذين يعيشون على أرض يدعيها الفلسطينيون.
وقال روبرت نيومان رئيس الأكاديمية الأميركية للدبلوماسية: "في بعض البلدان، يمكنك أن تفعل بشكل جيد تماما مع القائم بالأعمال"، وذلك باستخدام مصطلح الموظف الذي ترك المسؤول عندما يغيب السفير، وأشار نيومان الذى شغل منصب السفير الأميركي لدى الجزائر والبحرين وأفغانستان مؤكدا أن السفارات تلعب دورا حاسما عندما تندلع الأزمات في الخارج.