كندا ترسل قوات لتدريب ضابطات عراقيات

تعتزم كندا إرسال المزيد من ضباط شرطتها إلى العراق لتقديم المشورة وتدريب نظرائهم في الوقت الذي ينتقل فيه العراق من الحرب إلى إعادة الإعمار في المناطق التي كانت خاضعة لتنظيم "داعش". وذكرت الشرطة الكندية أنها ستعلن قريباً عن زيادة كبيرة في وحدة الشرطة المرسلة إلى العراق. وستركز مهام الشرطة الكندية عملها على حفظ السلام، معتمدةً على ضباط وضابطات عراقيات سيباشرن مهمامهن في التدريب على التعامل مع العنف المنزلي والاتجار بالبشر.

وأكد مسؤول حكومي كبير رفض الكشف عن اسمه أن "الأرقام سترتفع خلال العام المقبل، وأن كندا سترسل ضباطاً في الشهر المقبل في ظل التزامها السابق مع الجانب العراقي بتدريب الشرطة العراقية، حين أبرم اتفاق بهذا الشأن مع العراق منذ آيار/مايو من العام 2016". وكان وزير الخارجية الكندي كريستيا فريلاند اشار إلى زيادة عدد ضباط الشرطة الكنديين المرسلين إلى العراق بوصف كندا عضوا في التحالف الدولي ضد تنظيم "داعش"، وستقوم قوات الشرطة ببناء قدرات رئيسية لمؤسسات الأمن العراقية ودعم التحولات في نهج الشرطة الجديد.

وكشفت وثيقة التكلفة السنوية لاكثر من 20 ضابطاً كندياً سيتوجهون إلى العراق بقيمة 7 ملايين دولار، وستُدفع هذه الأموال من قبل صندوق حفظ السلام الإقليمي، الذي تدعمه الأمم المتحدة لحفظ السلام العالمي. وستباشر قوات الشرطة الكندية عملها في العراق وبالموصل تحديداً، وستقيم دورات لمنتسبي المحافظة والمباشرة نحو الاصلاح المستدام للمؤسسات الأمنية بما فيها اعادة بناء قوات الشرطة العراقية.

ولفتت الوثيقة إلى أن "هذه الخطوة الحاسمة ستمكّن الشرطة العراقية من لعب دور أكثر في استقرار البلاد، والتعامل مع التهديدات التي تمثلها داعش". وكانت الحكومة العراقية قد أعلنت في وقت سابق من هذا الشهر، النصر على تنظيم "داعش" بعد قتال استمرت تسعة أشهر أثمر عن استعادة مدينة الموصل التي استولى عليها المسلحون المتطرفون في عام 2014.
وارسلت كندا بما يصل إلى 45 مدرباً في الشرطة إلى العراق، مكلفين بمهام تدريب الشرطة العراقية إلى جانب دولة إيطاليا. وستركز البعثة الكندية على تدريب الضابطات العراقيات، إذ تريد الشرطة الكندية تدريب اكثر من 10 آلاف ضابطة، وهذا العدد اعتبره المدربون قليلاً قياسياً بعدد الذكور البالغ عددهم 600 الف ضابط. وتقول الشرطة الكندية، إنها وفرت معسكرات تدريب للضابطات العراقيات ستكون منفصلة عن الذكور، ولتخريجهن للعمل على إعادة تأهيل النساء والأطفال الذين يعانون صدمات نفسية من تنظيم "داعش"، فيما سيتم تكليف 3000 ضابطة بمهام إدارية في الموصل. وستبحث البعثة الكندية فرص توظيف وتدريب المزيد من النساء العراقيات للقيام بأعمل الشرطة على نطاق واسع. وأشار مدربون وصلوا حديثاً إلى العراق إلى أن "المتطوعات العراقيات من الضباط، متعلمات وحريصات على مواصلة التدريب، رغم افتقارهن إلى التخصيص". وتقول الأمم المتحدة، إن قوات حفظ السلام عينت 58 شرطياً اعتباراً من الشهر الماضي وتم نشرهم في بعثات معتمدة من الامم المتحدة.

ورحبَّب والتر دورن، الأستاذ المشارك في كلية القوات الكندية في تورونتو، بزيادة أعداد الشرطة الكندية في العراق، معتبراً وجود قوات الشرطة في البلاد عامل رئيسي في خلق الاستقرار. وتعتزم الشرطة الكندية زيادة كوادرها في العراق لتصل إلى 150 جندياً، سيتم نشرهم في مناطق تعافت للتو من تنظيم "داعش" لغرض تدريب قوات الشرطة المحلية فيها. وفي وقت سابق من هذا العام، وافقت كندا على إرسال ما يصال إلى 10 ضباط من الشرطة إلى كولومبيا لمساعدتهم في بناء قوات شرطة محلية تحت إشراف الولايات المتحدة الأميركية.