تستمر حالة التوتر في المشهد المصري الراهن، مع استمرار عمليات الكر والفر بين المحتاجين الغاضبين وقوات الشرطة في مختلف المدن والمحافظات ويتواصل سقوط الضحايا، حيث قتل مجندان ومدني، وأصيب أكثر من 400 من الجيش والشرطة والمحتجين. في ظل غياب التوافق السياسي. فعلى مدار ليلة الأحد عاش المصريون ليلة جديدة من العنف، حيث شهدت منطقة قصر النيل ومحيط ميدان سيمون بوليفار  حالة من الكر والفر بين قوات الأمن والمتظاهرين، وطاردت مدرعات الأمن المركزي المتظاهرين في الشوارع الجانبية وأطلقت قوات الأمن الغاز المسيل للدموع . وامتدت الاشتباكات الى فندقي سيمراميس وشبرد، حيث تمكن المتظاهرون من الاستيلاء على سيارة شرطة واشعلوا فيها النيران، كما قاموا بإغلاق النفق المؤدى من كوبرى قصر النيل إلى ميدان عبد المنعم رياض واغلاق طريق كورنيش النيل . كما شهد محيط وزارة الداخلية اشتباكات جديدة بين المتظاهرين خاصة في شارع محمد محمود، وردد المتظاهرون هتافات ترفض استخدام العنف المفرط في بورسعيد والمنصورة وميدان التحرير مناطق أخرى ، فيما قامت قوات الشرطة بوضع حواجز حديدية وإغلاق جميع المداخل المؤدية لمقر الوزارة ونشر الجنود خلف الجدران الخرسانية الموجودة في شارع منصور والشيخ ريحان ونوبار التي تؤدي لمقر الوزارة. وفي ميدان التحرير وبعد أن تمكنت قوات الأمن من فتح الميدان أمام حركة السيارات صباح الأحد الأحد وألقت القبض على العشرات من المعتصمين، تطورت الأحداث في المساء عقب استعادة المتظاهرين السيطرة على الميدان وإعادة إغلاقه، وقامت سيارة تابعة لقوات الأمن بدهس عدد من المشاركين في مسيرة كانت تجوب الشوارع المحيطة بالتحرير للتنديد بممارسات الشرطة مما أشعل شرارة الغب في محيط وزارة الداخلية وكانت سببا في تجدد الاشتباكات. وتأخرت مغادرة وزير الخارجية الأميركي جون كيري للقاهرة التي كانت مقررة في الساعة الرابعة من بعد ظهر الاحد بسبب قطع مئات المتظاهرين من رابطة مشجعي الأهلي المعروفة باسم التراس أهلاوي للطريق الرئيسي المؤدي إلى مطار القاهرة، حيث تأتي التظاهرة في إطار سلسلة من الاحتجاجات للمطالبة بالقصاص لشهداء مجزرة استاد بورسعيد، ومحاكمة المتهمين في القضية من رجال الشرطة، ورفضا لحكم المرشد وجماعة الإخوان. وحول الوضع في بورسعيد أوضح بيان المتحدث العسكري العقيد أركان حرب أحمد علي عدم صحة وقوع اشتباكات وتبادل للنيران بين عناصر وزارة الداخلية وعناصر من الجيش، ورفض تلك المعلومات شكلاً وموضوعاً، وأن عناصر القوات المسلحة الموجودة بمنطقة الحدث تقوم بأعمال تأمين مبنى المحافظة ومحاولة الفصل بين المتظاهرين وعناصر وزارة الداخلية . وأشار الى أن الاشتباكات بين المتظاهرين وعناصر وزارة الداخلية اسفرت عن إصابة قائد قوة التأمين التابعة للقوات المسلحة بطلق ناري في الساق، ومقتل جندي من قوات الأمن بطلق ناري في الرقبة، وذلك نتيجة إطلاق النيران بواسطة عناصر مجهولة . وناشدت القوات المسلحة أهالي بورسعيد بعدم الاقتراب من أو مهاجمة مبنى المحافظة أو المنشآت التي تؤمنها عناصر الجيش الثاني الميداني حفاظاً على أرواح المواطنين والممتلكات العامة للدولة. وقد سقط الأحد، جنديان بقوات مكافحة الشغب، وقتيل من المتظاهرين بإطلاق نيران، فيما اصيب أكثر من 400 ، بينهم ضابط جيش برتبة كبيرة، و11 آخرين من أفراد الجيش والشرطة، بحسب حلمي العفني وكيل وزارة الصحة بمدينة بورسعيد المصرية، وبيان للجيش. وبدأت الاشتباكات صباح الاحد بعدما قررت وزارة الداخلية نقل 39 متهما في ما يعرف في مصر ب"قضية مجزرة بورسعيد" وهو الهجوم على مشجعي النادي الاهلي مطلع شباط/فبراير 2012 في ستاد بورسعيد عقب مباراة لكرة القدم ما ادى الى مقتل 74 شخصا من بينهم 72 تؤكد رابطة مشجعي الاهلي المعروفة ب"التراس اهلاوي" انهم ينتمون اليها. وتصدر محكمة جنايات بورسعيد في التاسع من اذار/مارس الجاري حكمها في القضية بعد ان قررت في 26 كانون الثاني/يناير الحكم على 21 متهما بالإعدام واحالت اوراقهم الى مفتى الجمهورية للتصديق على قرارها وفقا لما يقضي به القانون المصري. وجرى العرف ان يؤيد المفتي قرارات الاعدام التي يتخذها القضاء. وكانت مدينة بورسعيد شهدت عقب اصدار هذه الاحكام تظاهرات واشتباكات مع الشرطة ادت الى مقتل اكثر من اربعين من اهالي المدينة التي تتواصل فيها حركة عصيان مدني بدأت قبل اسبوعين احتجاجا على سياسات الرئيس محمد مرسي. ويشكو سكان بورسعيد ومدينتي قناة السويس الاخريين، السويس والاسماعيلية، من ان الحكومة تهمشهم ولا تنظر لقضاياهم بعين الاهتمام. واقتحم المئات من أعضاء رابطة مشجعي النادي المصري البورسعيدي المعروفة باسم "جرين ايجلز" مساء الأحد، رصيف ميناء بورسعيد السياحي على البحر المتوسط، بحسب شهود عيان، أكدوا أنهم توجهوا لرصيف الميناء الرئيسي وظلوا به لنحو 30 دقيقة، ثم قاموا بمغادرته بعدما أشعلوا النيران في إطارات سيارات ألقوها فوقه، ما استدعى تدخل قوات الجيش تدخلت لفض مظاهرة المحتجين وتم إخلاء رصيف الميناء. وفي الاسماعيلية أغلق العشرات من الناشطين السياسيين وأعضاء تيارات معارضة في محافظة الإسماعيلية عددا من المصالح الحكومية بأقفال حديدية لمنع العاملين بها من الدخول ودفعهم للانضمام إلى دعوة العصيان المدني التي طالبت تلك القوى المعارضة بتنفيذها اليوم. وقطعوا خط السكك الحديدية بالمحافظة لأكثر من ساعتين. وفي المنصورة، يسود هدوء حذر اليوم بعد اشتباكات الأحد بين الاجهزة الامنية والمتظاهرين بالدقهلية، كما شهدت مسيرات احتجاجية الى المقر الجديد لمديرية الأمن ، تنديدا بأعمال العنف التي ارتكبتها قوات الأمن المركزي تجاه المتظاهرين والتي تسببت في مصرع احد الاشخاص واصابة المئات من المتظاهرين بطلقات خرطوش وجروح وحالات اختناق. وحمل المشاركون نعشًا رمزيًا أمام مبنى مديرية الأمن، كتبوا عليه «هنا يرقد ضحاياكم ورددوا هتافات الداخلية بلطجية وطالبوا بإقالة مدير أمن الدقهلية، وألقى المتظاهرون أكياسًا مملوءة بسائل حمر تعبيرا عن الدم أمام الباب الرئيسى للمديرية. وفي مدينة المحلة بمحافظة الغربية ـ في دلتا مصر ـ شهد ميدان الشون قطع الطريق الرئيسي وإشعال النيران في إطارات السيارات وإلقاء زجاجات المولوتوف على قسم ثان المحلة رشقه بالحجارة في محاولة لاقتحامه . من جانبه اعتبر المنسق العام لجبهة الإنقاذ المعارضة رئيس حزب الدستور الدكتور محمد البرادعي، أن مصر تعيش وضعا مأساويا وأن أوصال الدولة تتفكك والعنف في ازدياد، مضيفا أن النظام بشكله الحالي عاجز عن إدارة البلاد و لابد من المراجعة الجذرية قبل فوات الأوان .