تجددت الاشتباكات، الإثنين، بين قبيلتي التبو والزويَّة المتناحرتين في مدينة الكفرة في أقصى جنوب شرق ليبيا مما أسفر عن مقتل 3 من قبيلة الزوية وجرح 5 آخرين. وقال رئيس اللجنة الأمنية في مدينة الكفرة علي الرقيق "إن الاشتباكات تجددت ظهر اليوم في منطقة "قادرفي" بين "عصابات مسلحة من أصول تشادية من التبو بالمنطقة وقبائل الزوية العربية بالكفرة بالمدافع الثقيلة والأسلحة الخفيفة بعد رفض التبو تسليم مطلوبين للسلطات"، بحسب قوله". وأضاف أن هناك "مفاوضات تجري مع قبيلة التبو من أجل تسليم المطلوبين، لكنهم لم يردوا على اللجنة الأمنية المشكلة من خارج مدينة الكفرة، والمكلفة بحماية المدينة، وتقوم بمتابعة الهدنة بين الزوية والتبو إثر خلافات واشتباكات سابقة بينهم". وأوضح الرقيق أن "القوة المكلفة بحماية المدينة قد انتشرت في بؤر التوتر في الكفرة خصوصا في الشوارع والمفترقات الرئيسة"، مشيرًا إلى أن "ثوار الكفرة قد أعطوا مهلة للتبو حتى مساء اليوم الإثنين لتسليم المطلوبين وإلا دخلوا إلى مناطقهم". وأشار رئيس اللجنة الأمنية بالمجلس المحلي، إلى تمركز أفراد قناصة من التبو فوق أسطح منازل في منطقة "قادرفي" وقيامهم بإطلاق الرصاص على أي شخص يتحرك بجوار مناطقهم. ونفى الرقيق، الأنباء التي تحدثت عن تقديم أعضاء الكفرة بالمؤتمر الوطني الليبي العام (البرلمان المؤقت) وهم ثلاثة، استقالتهم لما اعتبروه "تخاذل الدولة عن وعودها" وعدم فرض القانون بالمدينة، قائلا إنها أخبار عارية عن الصحة. يذكر أن رئيس الوزراء الليبي علي زيدان قد أعلن في 7 فبراير/شباط الماضي عن إتمام المصالحة بمدينة الكفرة، مشيرًا إلى أنه التقى بقيادات المدينة من قبيلتي الزوية والتبو الليبيتين. من جانبه، قال آمر كتيبة استطلاع حرس الحدود بالكفرة "عبدالرحيم الهيرمه الزوي" لمراسل الأناضول إن "الكتيبة أبلغت القوة المكلفة بحماية المدينة عن اختراقات أمنية تقوم بها العصابات المسلحة من تشاد والنيجر في الكفرة خلال الفترة الأخيرة، ولكنهم لم يأخذوا هذه التحذيرات مأخذ الجد". وأضاف الزوي، أنه "تم أيضا إبلاغ التبو الليبيين في الكفرة وقالوا إن هؤلاء مندسين بين التبو وليسوا ليبيين بل هم عصابات من تشاد"، مشيرًا إلى أن "الوضع حاليا مستنفر وكل الأهالي يعيشون حالة رعب جراء عودة الاشتباكات بين التبو والزوية". وكان القتال بين القبيلتين بدأ في 12 فبراير/شباط من العام الماضي بمدينة الكفرة القربية من حدود ليبيا مع كل من تشاد والسودان ومصر، وخلف أكثر من 136 قتيلا وعشرات الجرحى، بحسب إحصاء وزارة الصحة الليبية. واتهمت قبيلة الزوية التبو بمهاجمة الكفرة بدعم من مرتزقة من تشاد، لكن التبو قالت إنها هي التي تعرضت للهجوم، وتحدثت عن "إبادة جماعية" مطالبة الأمم المتحدة بالتدخل. والتبو مجموعة عرقية تقطن أساسا في شمال وغرب تشاد وحول جبال تيبستي، وفي جنوب ليبيا وغرب السودان وشمال النيجر، وترجع أصول بعضهم إلى قبائل عربية، أما الزوية فهي قبائل من أصول عربية تسكن الجنوب الليبي منذ حوالي 1000 عام. يذكر أن لتلك المنطقة تاريخًا من العنف بين القبائل، وقمع الرئيس الليبي السابق معمر القذافي تمردًا بها عام 2009 بعدما أرسل مروحيات عسكرية لإنهاء الاقتتال هناك.