أكد رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان، الأربعاء، دعم بلاده لموقف لبنان، في الأزمة السورية، لافتًا إلى أن "المنطقة تمر بمراحل حساسة والشعب اللبناني في حاجة ماسة إلى التعايش السلمي"، فيما أفاد رئيس الحكومة اللبناني نجيب ميقاتي، بأن "هناك انطباعًا لدى اللبنانيين بأن تركيا بإمكانها الضغط على الخاطفين السوريين للإفراج عن الرهائن اللبنانيين وعودتهم إلى أهاليهم". وأنهى رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي زيارته الرسمية إلى تركيا الأربعاء، عقد خلالها لقاءين مع الرئيس التركي عب دالله غول، ونظيره رجب طيب أردوغان. وعقب الاجتماع، قال أردوغان: " كانت فرصة للتباحث في الوضع الراهن في المنطقة والعلاقات بين بلدينا.. هذه العلاقات التي شهدت تحسنًا كبيرًا منذ تولينا الحكم بحيث ارتفع الميزان التجاري من 219 مليون دولار سنويًا إلى مليار دولار رغم الأوضاع الراهنة في المنطقة"، مؤكدًا:" إن السلام والاستقرار في لبنان أمر مهم جدًا، ونحن ندعم دوما هذا الاستقرار، ونولي أهمية لوحدة لبنان أرضًا وشعبًا، ويهمنا استمرار التعايش السلمي بين كل الشرائح اللبنانية في مناخ من الرفاهية والاستقرار". وأضاف:" بالنسبة إلى موضوع سورية فنحن ندعم موقف لبنان، فالمنطقة تمر بمراحل حساسة والشعب اللبناني في حاجة ماسة إلى التعايش السلمي، كذلك نأمل أن تتم معالجة المشكلات الحالية في لبنان عبر الحوار وبشكل سريع"، فيما أوضح :"خلال الزيارة بحثنا أيضًا المواضيع، لاسيما التعاون في مجال النقل والتعاون في موضوع المنطقة الاقتصادية الخالصة في البحر الأبيض المتوسط". بدوره، قال ميقاتي:" اتفقنا على سلسلة من الإجراءات المشتركة لتفعيل التعاون الثنائي، ولمسنا الدعم الكامل للبنان، كما دعم تركيا لبلدنا في المحافل الدولية.. إن العلاقات متينة بين بلدينا على الصعيد الدولي، وصادقة على الصعيد الشخصي بيني وبين الرئيس أردوغان، وأنا أشعر بتفهم للواقع اللبناني ولكل حاجات لبنان من قبل دولة الرئيس والمسؤولين الأتراك". وأضاف ميقاتي:"تحدثنا أيضًا عن العلاقات الثنائية، والهم المشترك في موضوع النازحين السوريين، وما نتخذه من إجراءات لإغاثتهم، كذلك طرحت على دولة الرئيس موضوعًا أساسيًا يهم لبنان يتعلق بالمخطوفين اللبنانيين في سورية"، لافتًا إلى أن "هناك انطباعًا لدى اللبنانيين بأن تركيا بإمكانها الضغط في هذا المجال، وقد طلبت من الجانب التركي الضغط على الخاطفين للإفراج عن الرهائن وعودتهم إلى أهاليهم". وردا على سؤال عن الدعم التركي للمعارضة السورية وللنازحين السوريين قال اردوغان: "لدينا الآن في تركيا حوالي 230 ألف لاجئ سوري، ومشكلتنا مع النظام وليس مع الشعب، فمناطقنا الحدودية تتعرض دومًا إلى القصف وهذا أمر يؤلمنا، وقد خسرنا أخيرًا 5 مواطنين أتراك في هذا القصف". عن رأيه في عملية تهريب الأسلحة من لبنان إلى سورية قال أردوغان: "نحن نقدم مساعدات إنسانية لإخواننا السوريين، أما بالنسبة للسؤال عن أنواع الدعم الأخرى فهذا دعم غير صادر من تركيا، والسؤال الذي يستحق الطرح، من يدعم النظام الحالي في سورية لكي يبقى قائمًا رغم عدم إرادة الشعب؟، ولا بد هنا من أن نستذكر أن لبنان عانى سنوات طويلة من الظلم السوري، ونحن من ضمن الذين تدخلوا لسحب القوات السورية من لبنان وطلبنا ذلك من بشار الأسد لأنه كان هناك نوع من الاحتلال السوري للبنان، ونحن لعبنا دورًا في إنهائه". وأضاف:" الوضع اليوم مختلف ونحن عندنا مشكلة مع النظام ولكن سوف نظل إلى جانب الشعب، وألفت نظركم إلى الدعم الكبير الذي يحظى به الائتلاف السوري المعارض وهذه المعارضة تقوى أكثر فأكثر". وبالنسبة إلى موضوع المخطوفين اللبنانيين، قال:" أكدت للرئيس ميقاتي أن الموضوع حساس لدينا، ونحن نبذل جهدنا مع إخواننا المعنيين، ونحاول العمل لإطلاق سراحهم لكي يعانقوا أهاليهم وآمل أن نصل إلى نتيجة في هذا الموضوع عاجلاً أم أجلاً".