الخرطوم ـ عبد القيوم عاشميق
أعلنت الأمم المتحدة وشركاؤها خطة عملها في الجانب الإنساني العام 2013 في السودان، وكشفت نقص المساعدات الإنسانية المقدمة إلى السودان في العام 2012 بنسبة 9% عن العام 2011، مشيرة إلى أن ذلك التراجع له تأثير مباشر على قدرة الوكالات الإنسانية على إنقاذ الأرواح والحد من المعاناة. ونبهت المنظمة الدولية إلى أن إنفاذ مشاريعها الإنسانية في السودان للعام الجديد 2013 يحتاج إلى توفير ما يقارب المليار دولار لمساعدة 4 ملايين و300 ألف مواطن يحتاجون للمساعدة، وكشفت أن ما تم توفيره حتى الآن لم يتجاوز المليون دولار فقط، وذلك لسبب الأزمة الاقتصادية العالمية وذهاب بعض المساعدات المخصصة للسودان لصالح دول أخرى من بينها ميانمار وسورية. وقال مدير مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في السودان مارك كتس "إن هناك مليوناً و400 ألف شخص في المخيمات في ولايات دارفور يحتاجون إلى المساعدات الإنسانية العاجلة، بالإضافة إلى ما يزيد عن 3 ملايين طفل تتراوح أعمارهم بين 4 إلى 15 عاما لا يحظون بالتعليم الكامل، وأضاف المسؤول الأممي في مؤتمر في الخرطوم عُقد للكشف عن خطة عمل المنظمة الدولية للعام الجديد في السودان أن حوالي 20% من نساء السودان لا يتاح لهن الوصول إلى الرعاية الصحية الأساسية. من ناحيته، أشار مفوض العون الإنساني الدكتور سليمان عبد الرحمن، إلى أهمية الرصد والتقييم للمشاريع الإنسانية وضرورة التنسيق بين المنظمات الأجنبية والوطنية، ونفى أن تكون الحكومة السودانية منعت المنظمات الدولية العاملة في المجال الإنساني من الوصول إلى ولايتي النيل الأزرق وجنوب كردفان، أو إلى أي منطقة آمنة في الولايتين، مضيفا أن السلطات سبق وأن أعلنت أن خطة العمل الإنساني للعام الجديد تضمن وتكفل حرية الحركة والانتشار، لكنه عاد وأوضح أن الاستثناء في المناطق التي تتعرض فيها المنظمات وأفرادها للخطر. وطالب المجتمع الدولي بتوجيه إدانة واضحة للمتمردين في جنوب كردفان والنيل الأزرق لأنهم السبب في الأزمة الإنسانية، مؤكدا أن المناطق الواقعة تحت سيطرة الحكومة لا توجد فيها مشكلات إنسانية كبيرة، لكنه توقع أن تتحسن الأوضاع في الولايتين بعد توقيع اتفاق التعاون مع الجنوب الأيام الفائتة. وكشف ممثل الأمم المتحدة المقيم في السودان الدكتور علي الزعتري، وجود 150 ألف لاجئ وطالِب لجوء في السودان كثير منهم يحتاج إلى مساعدات إنسانية عاجلة إضافة إلى وجود 40 ألف مواطن جنوبي يعيشون في نقاط المغادرة حول الخرطوم. وأشار إلى أن حرب دارفور كلفت المجتمع الدولي 10 مليارات دولار منذ بداية الحرب قبل 10 أعوام ، ولا يمكن صرف مبلغ مماثل نتيجة الأزمة المالية التي يمر بها العالم، مؤكداً ضرورة تعزيز قدرة الأفراد لإقامة مشروعات خاصة. ولفت الزعتري إلى أن 5 ملايين و75 ألف شخص من النازحين والعائدين والأسر المضيفة المتأثرة في دارفور وجنوب كردفان والنيل الأزرق وآبيي وولايات شرق السودان يحتاجون إلى الرعاية الصحية الأساسية، وأن مليوني شخص في دارفور و300 ألف في ولايات جنوب كردفان والنيل الأزرق يعيشون من دون مأوى. وتستهدف الخطة الجديدة للمنظمة الدولية تسجيل حوالي 150 ألف طفل سوداني في المدارس وتوفير المواد التعليمية لحوالي 350 ألف طفل وتدريب أكثر من 5 آلاف معلم، كما تحدثت الخطة عن الاتجاه لحلول دائمة تُمكّن المجتمعات من الاعتماد على نفسها بدلاً عن تلقي المساعدات الخارجي