الخرطوم ـ عبد القيوم عاشميق
أكد الأمين العام لـ"منظمة التعاون الإسلامي" الدكتور أكمل الدين أوغلو التزام المنظمة بالحضور، والمشاركة والمساهمة الفاعلة في مؤتمر المانحين لاعمار وتنمية دارفور المرتقب في العاصمة القطرية الدوحة نيسان/ إبريل المقبل، وتشجيع الآخرين على المشاركة الفاعلة في المؤتمر خاصة وأن المنظمة تعتبر أحد الأعضاء في لجنة متابعة إنفاذ اتفاقية سلام دارفور الموقعة في الدوحة العام قبل الماضي، جاء ذلك لدي استقباله الأحد في مقر المنظمة في جدة برئيس السلطة الإقليمية لدارفور والوفد المرافق حيث قدم السيسي الدعوة للامين العام لمنظمة التعاون الإسلامي للحضور والمشاركة في المؤتمر، كما جرى خلال اللقاء بحث الترتيبات الجارية لعقد المؤتمر . وكان رئيس السلطة قد واصل لقاءاته في المملكة العربية السعودية مع عدد من المنظمات والمؤسسات حيث حصل الوفد على تأكيدات من المدير العام للبنك الإسلامي للتنمية في جدة بالمشاركة وحصل، الأحد، أيضًا على موافقة هيئة الإغاثة الإسلامية العالمية التي قبلت المشاركة وأعلنت استعدادها ورغبتها في بذل كل جهدها لتقديم ما يحتاجه أهل دارفور من معينات وخدمات اجتماعية تمهد للعودة الطوعية للنازحين واللاجئين. هذا و قال رئيس السلطة في لقاء مع الأمين العام المكلف لهيئة الإغاثة الإسلامية العالمية إحسان بن صالح في مقرها في مدينة جدة "إن العودة الطوعية التي وضعتها السلطة لدارفور تعتبر من أهم الأولويات لتنفيذ اتفاق الدوحة وهي تحتاج إلى معينات خاصة قرى العودة الطوعية"، متمنيًا أن تكون مشاركة المنظمات الاغاثية و الانساية مشاركة فاعلة. من ناحيته أعرب إحسان بن صالح عن استعداده لتقديم ورقة عمل شاملة عن الخدمات التي يمكن أن تقدمها هيئة الإغاثة الإسلامية للنازحين واللاجئين في إقليم دارفور. كما أشاد الوزير برئاسة الجمهورية السودانية رئيس مكتب متابعة سلام دارفور الدكتور امين حسن عمر بالأدوار التي قامت بها عدد من المنظمات خلال الفترة الماضية في دارفور، مضيفًا "إن عدد منها جدد استعداده للقيام بادوار مضاعفة خدمة لمساعي تحقيق السلام الشامل في الإقليم". وكانت السلطة انتقدت في بيان لها الخميس الماضي تصريحات الأمين العام لحركة الشعبية قطاع الشمال واحد قادة الجبهة الثورية ياسر عرمان التي طالب فيها بمقاطعة مؤتمر المانحين المرتقب ، وقالت السلطة "إن بيان عرمان عرمان لم يخرج عن دائرة المزايدات و المكايدات. وأشارت إلى أن المجتمع الدولي التزم بدعم عمليات التنمية و الإعمار في الإقليم حينما تم التوقيع على وثيقة سلام دارفور العام الماضي في الدوحة . وفي تعليق له على المساعي المبذولة لقيام مؤتمر للمانحين في الظروف الحالية قال وزير الدولة في وزارة المال السودانية السابق والخبير الاقتصادي البروفسير عز الدين إبراهيم "إن التعهدات بالمساهمة بإعمار دارفور جاءت في ظروف كانت الوضع في الإقليم كارثيًا، أما الآن فالأوضاع تشهد حالة من التحسن النسبي، كما أن الظروف المالية في البلدان الأوربية التي تعهدت بالمساهمة في الاعمار تغيرت كثيرًا، وتدهور الاقتصاد فيها إلى مستوى قد يجعلها في وضع لا يمكنها من المساهمة الفاعلة وربما تكون هناك صعوبات في الوفاء بأي نوع من الالتزام". وكشف عز الدين في تصريحات لـ "العرب اليوم" مساء الخميس، "هذا ليس بغريب على هؤلاء فقد وعدوا من قبلنا الأفغان والفلسطينيين لكن لم يحدث شيء" ، وعاد ليضيف "إن السودان وبعد توقيعه على اتفاقية السلام الشامل مع الجنوب في نيفاشا الكينية حصل على وعود تلتها وعود أخرى بعد انفصال جنوب السودان العام قبل الماضي، تمثلت هذه الوعود في مساعدة الحكومة حينها على إعفاء ديونها الخارجية في وبعد الانفصال وعدتنا بعض الدول الأوربية بالمساعدة في تحويل العملة وطباعتها من الدينار إلى الجنيه لكن هذه الدول لم تف بوعدها وظللنا ننتظرها وفي نهاية الأمر اضطر السودان أن يدفع ما يقارب الـ 100مليون دولار لطباعة العملة وتحويلها من الدينار إلى الجنيه". هذا و وألمح إلى انه يعتقد أن إطلاق الوعود عند هؤلاء بمثابة إغراء و تحفيز للأطراف على أن تنهي خلاف ما، وسرعان ما تواجه هذه الأطراف حقائق مؤلمة بسبب فتور حماس هؤلاء. واختتم تصريحاته بالإشارة إلى أن العالم مهتم الآن بما يجري في سورية وبلدان أخرى و ما عادت دارفور في طليعة اهتماماته ، في السابق كانت مدن العالم تعج بالتظاهرات في نيويورك ومدن أخرى، وكان الكونغرس يكثر حينها من إصدار قوانين ضد السودان أما الآن فالوضع اختلف حتى الإعلام تحول إلي قضايا أخرى ليس من بينها التعاطي بكثافة مع أزمة دارفور.