استقبل البطريرك الماروني الكردينال مار بشارة بطرس الراعي قبل، ظهر الاثنين، وفداً دينيّاً إسلاميّاً ومسيحيّاً قَدِمَ من سورية برئاسة النّائب البطريركي للرّوم الأرثوذكس المطران لوقا الخوري، ضمّ النّائب البطريركي للسّريان الأرثوذكس المطران بولس السوقي، و مدير الأوقاف في ريف دمشق الشّيخ خضر شحرور، ومعاون مدير معاهد الأسد لتحفيظ القرآن الشيخ بدر الدّين الخطيب، و معاون وزير الأوقاف الدّكتور تيسير أبو خشريف، و مستشار وزير الأوقاف الدّكتور نبيل سليمان، ومدير العلاقات العامّة في وزارة الأوقاف سعيد العزب ،  يرافقهم السفير السوري في لبنان علي عبد الكريم. بعد اللّقاء أشار المطران لوقا الخوري إلى أنّ "هدف الزّيارة الأساسي هو تهنئة غبطة البطريرك الراعي برتبة الكرديناليّة. ولقد حملنا له من الشّعب السّوري بمختلف طوائفه تهنئة  وتقدير عميق لشخصه. وأردنا أن نعبّر في هذه الزّيارة عن تماسك النّسيج السّوري الإسلامي- المسيحي  وسط ما يتردّد من إشاعات مغرضة عن حرب طائفيّة في سورية." وتابع" نحن في سورية مسلمون ومسيحيّون نحبّ بعضنا البعض ونعيش مع بعضنا البعض وهذه هي حياتنا الحقيقيّة. ولقد لمسنا من غبطة البطريرك الراعي كلّ المحبّة والتقدير فهو الشّخص المحبّ الّذي يصلّي من أجل الجميع ويريد للبنان وسورية السّلام والوئام." ثمّ استقبل غبطته الوزير السّابق ميشال المرّ ترافقه رئيسة إتّحاد بلديّات المتن الشمالي ميرنا المرّ على رأس وفد من رؤساء بلديات المتن الشمالي قدّموا التهاني لصاحب الغبطة مثمنين مواقفه الوطنيّة وأعرب المر عن "الفخر الكبير لسماع اسم صاحب الغبطة يلمع  في الفاتيكان وروما وأوروبا والعالم، فهو ابن المتن وابن بلدة حملايا الحبيبة." وأشار"هدفنا الأول هو التّهنئة والهدف الثاني أنّه وسط هذه الظّروف الصّعبة الّتي يمرّ بها الوطن ووسط هذه الأزمة المعيشيّة، الاجتماعية، السياسيّة، الاقتصادية والأمنيّة ننتظر من الجميع ومن نيافتكم أن تنجدونا للخلاص من هذا الوضع القائم على الساحة اللّبنانيّة." وتابع: "لا يمكننا ترك من يبحثون عن لقمة العيش يترقبون  أهواء السياسيّين وإراداتهم. يجب أن يكون هناك إرادة عليا تفوق إرادة هؤلاء السياسيّين، ونيافتكم مؤهّل للعب هذا الدور الإنقاذي وخصوصاً أنّ فخامة رئيس الجمهوريّة يرحّب دائماً بأفكاركم وأنتم على تنسيق دائم معه. ولكنّ الانتظار الطّويل يستنزف الشّعب اللّبناني الّذي وصل إلى حالة الفقر. ونحن نتمنّى عليكم من موقعكم المهمّ في البلد أن تساعدوا البلد والشّعب المحتاج بحكمتكم وإرادتكم، ونحن مستعدّون لمساعدتكم في أيّ شيء تطلبونه لإنقاذ هذا الوطن." بدوره ردّ صاحب الغبطة بتوجيه تحيّة شكر ومحبّة للحضور لافتاً إلى أنّه ابن المتن، ابن الأرض الّتي تربّى على ثقافتها وحضارتها وقال: أنا معكم يا دولة الرّئيس بما تفضّلتم به من أنّ شعبنا لم يعد يحتمل.  ونحن ككنيسة نحيي كلّ من يقوم بمبادرات شخصيّة أو جماعيّة.  كذلك أودّ أن أحيّي القطاع الخاصّ الّذي يحفّز الإنماء ويقدم فرص العمل بمقدار ما يستطيع على الرّغم من كلّ الصّعوبات. كما أودّ أن أحيّي كلّ من يمد يدَ العون من المؤسّسات سواءَ كانت كنسيّة أم مدنيّة، والمدارس والجامعات والمستشفيات ودور الأيتام. نشكر الرّب عليهم لأنّهم يحملون حملاً كبيراً ويساعدون النّاس." وأضاف غبطته  "أشكر عمل هذه المؤسّسات وأنا أثمّن دورها لأنّ لولاها لما كانت الأمور على ما يُرام. نعرف أنّ الدّولة تعاني من أزمة ولكن عليها الخروج منها و إيقاف الهدر المالي. كلنا يعلم أنّ المدارس المجّانيّة والمؤّسسات الإستشفائيّة والرّعائيّة  تعاني من تراكم أموالها عند الدّولة وهذا أمرٌ لا يجوز. ونحن معكم و مع رؤساء البلديّات  نوجّه نداءً للدّولة لأن تقوم بواجباتها تجاه هذه المؤسّسات الّتي تساعد الكثير من المواطنين المحتاجين لكي تستمرّ في تأمين الحدّ الأدنى من حاجاتهم. نحن نواصل عملَنا بالدّعوة لوحدتنا وتضامننا ونواصل إعلان المبادئ الأساسيّة والثوابت في الحياة الوطنيّة لكي يعيش سياسيّونا هذه المبادئ ويطبّقونها على الأرض." وتابع غبطته: "ما يؤسفنا أيضاً أن يكون العمل السياسيّ وصل إلى هذا الحد، وسط الأزمة الكبيرة الّتي يمرّ بها لبنان مع الفقر والهجرة والقهر وأمام ما يجري من غليانٍ في بلدان الشرق الأوسط وأمام الطّرقات الّتي أُقفلَت في وجه إنتاجنا الزراعي والصّناعي. يؤسفنا أن لا يُلبّي المسؤولون حاجات الشّعب الكبيرة، وتوقّفهم الدّائم عند صراعات وخلافات في ما بينهم تعطّل حياة البلد. واليوم نجدّد ثقتنا بلبنان وبكم أنتم رؤساء البلديّات لأنكم تهتمّون بشؤون كلّ ضيعة وكلّ بلدة وكلّ مدينة بإنمائها وبالقضايا الاجتماعية. وأعلن غبطته عن دعوته للخروج " من هذا الاصطفاف العدائي الّذي يبدو من خلاله المجتمع اللّبناني وكأنّه مقسوم إلى قسمين وهذا  ضدّ طبيعة ودور ورسالة لبنان.  ونحن مدعوون للحفافظ على وجودنا وتنمية بلدنا وفتح حدودنا للسياحة ليتعرّف العالم إلى هذا البلد الّذي لا يخص اللّبنانيّين فقط وإنّما البشريّة كلّها، لما أعطاه إيّاه اللّه من جمال طبيعي وحرارة إنسانيّة وإبداع. لا يمكن أن نترك العمل السياسي يعطّل هذه الأمور. أعرف وجعكم ولكن لا يمكننا أن نقبل أن يتحوّل العمل السياسي في لبنان إلى تعطيل للسياحة والصّناعة والزّراعة والاقتصاد فهذا لم يعد عملاً سياسيّاً." وتابع"  ألعمل السياسيّ يجب أن يكون للخير العام. كذلك أمام الواقع الّذي نعيشه في العالم العربي، على لبنان أن يعرف أنّ عليه أن يكون عنصرَ استقرار وعنصر سلام وليس عنصرَ تحريض أو توريط وأن لا يكون ممرّاً لأيّ شيء." وختم غبطته" أنا أُعلِنُ فعلَ إيمانٍ بحضوركم أنّه فعل إيماننا بلبنان نحن أبناء المتن قلب لبنان، هكذا تعلّمنا لبنان وهكذا عشناه. نحن لا نبقى متفرّجين ولكنّنا نلتزم بأن نبقى الأمل والرّجاء في قلوب شعبنا لكي يشعر بقيمته في لبنان.  ولكنّنا نعرف إذا لم تدفع السّلطة السياسيّة قضايا الاقتصاد نكون نعالج بالدّواء فقط من دون أن نحلّ المشكلة. ونرفع هذه الصّرخة معكم للمسؤولين في لبنان ليكونوا على مستوى المسؤوليّة ولكي يتمكّنوا من أن يكونوا فعلاً رجالات اليوم. لبنان بحاجة لأبطال بالقلوب والأفكار والعطاءات." إلى ذلك توجّه صاحب الغبطة والنّيافة بتحيّة معايدة إلى الجيش اللّبناني قيادةً وضبّاطاً ورتباء وأفراداً لمناسبة حلول عيدي الميلاد ورأس السنة عبر برنامج "صوت الجندي جاء فيها:" أحيّيهم جميعا وأقول لهم حيث هم موجودون سواء في بيوتهم أو ثكناتهم أو على خطّ النّار، أقول لهم إنّ المسيح معكم، عمّانوئيل إلهنا معنا،  فالمسيح عندما تجسّد أصبح اسمه عمّانوئيل أي إلهنا معنا،  هذا الخبر مُعطى لكم كما أُعطيَ للرّعاة الّذين كانوا ساهرين على مواشيهم في الحقول في حينٍ كان الشّعب نائماً. وأضاف غبطته:" للجيش اللبناني السّاهر ليلاً نهاراً ليحرس الشّعب اللّبناني والأرض اللّبنانيّة أقول  أنّ بشرى الميلاد تصل له أوّلاً، لأنّه ساهر وربّنا يحاكي السّاهرين الّذين يعيشون في يقظة دائمة، ليسمعوا نداءات اللّه في حياتهم ونداءات الوطن ونداءات الشّعب. أريد أن أحييّ هذا الجيش اللّبناني، أريد أن أحيّي قائده وكلّ قوّاته وكلّ أركانه وكلّ عناصره، وأقول لهم أنتم اليوم رعاة بيت لحم ولكم تصل بشرى السّلام والطّمأنينة، وعندما ننظر إلى الجيش ننظر إلى السّلام والطّمأنينة، لأنّه وحده سياج وضمانة الوطن، وحده ولا أحد سواه يعطي كرامةً وشرفاً وعزّاً للوطن اللّبناني. " وتابع" دعائي للجيش اللبناني أن يكون الميلاد ميلاده، والفرح فرحه والبهجة بهجته، وأن يُخبرنا دائماً بإنجيل السّلام، بإنجيل الطّمأنينة، بإنجيل الأمان، بإنجيل السّلم، ونطلب من اللّه أن يخفّف من همومه ومن آلامه، حتّى إذا عمّ السّلام على الأرض يتمكّن جيشنا من أن يرتاح لأنّه هو أيضاً يحقّ له أن يعيش بطمأنينة. أحيّي جيشنا وأتمنّى له كلّ خير من المسيح عمّانوئيل إلهنا معنا." ووجه غبطته تحية معايدة خاصة لعائلات شهداء الجيش اللبناني " الذين بذلوا أنفسهم قرابين فداء على مذبح الوطن لينعم أهله بالأمان والأمن والسلام."