أبيدجان ـ أ.ف.ب
دعا قادة دول جنوب افريقيا السبت الى المزيد من المشاركة العالمية في القتال ضد الاسلاميين في مالي فيما اكد الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند ان القوات الفرنسية ستبقى في مالي "كل الوقت الضروري من اجل دحر الارهاب". وفي القمة الطارئة لقادة دول غرب افريقيا التي تستضيفها ساحل العاج، قال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس ان الوقت حان لكي يتولى الافارقة مهمة وقف هجوم المتطرفين "بالسرعة الممكنة". واضاف ان "فرنسا اضطرت الى التدخل بسرعة كبيرة والا لاختفت مالي .. ولكن من البديهي ان الافارقة هم الذين يجب ان يحملوا هذه الراية". غير ان هولاند قال في تصريحات في فرنسا "يطرح علي مرارا السؤال: +كم من الوقت سيدوم ذلك؟+. اجيب، لانها الحقيقة الوحيدة التي اعرفها: +الوقت الضروري+. الوقت الضروري لدحر الارهاب في هذا الجزء من افريقيا". وانتهت السبت ازمة الرهائن في الجزائر المجاورة التي تسبب بها التدخل الفرنسي في مالي، بمقتل الرهائن الاجانب السبعة المتقبين على ايدي الخاطفين الاسلاميين في موقع لانتاج الغاز. وقامت القوات الجزائرية بقتل هؤلاء الاسلاميين. وقال رئيس ساحل العاج الحسن وتارا الذي يراس حاليا المجموعة الاقتصادية لدول غرب افريقيا (ايكواس) ان الوقت قد حان لمشاركة الاخرين وتقديمهم المساعدة لانهاء الازمة في مالي. وقال "لقد حان الوقت لكي تعلن القوى الكبرى وعدد مزيد من الدول والمنظمات عن التزام اوسع تجاه العمليات العسكرية وان تظهر مزيدا من التضامن مع فرنسا وافريقيا". واضاف "يجب ان نسرع في اعادة وحدة الاراضي المالية بدعم لوجستي من شركائنا .. وان نتخطى الاعداد الحالية من الجنود التي سنرسلها" الى مالي، داعيا الى تقديم الدعم المالي الدولي للدول الافريقية المشاركة في الجهود في مالي. ولم يصل الى مالي سوى نحو 100 جندي من اصل 5800 جندي افريقي، فيما قالت فرنسا السبت ان نحو 2000 من جنودها يتواجدون حاليا في مالي. واضاف فابيوس انه "من الضروري ان تتولى السلطات المدنية المسؤولية في مالي" مخاطبا الرئيس المؤقت ديونكوندا تراوري المشارك في القمة". من ناحية اخرى امرت وزارة الخارجية الاميركية جميع افراد عائلات موظفي سفارتها في مالي بمغادرة البلاد وسط تصاعد النزاع مع المسلحين الاسلاميين الذين يسيطرون على مناطق واسعة من الشمال. وتحدثت الوزارة عن "القتال المتواصل في شمال ووسط مالي والظروف السياسية غير المستقرة وفقدان الحكومة السيطرة على محافظات مالي الشمالية وتواصل التهديدات بشن هجمات وعمليات خطف غربيين". وقالت الوزارة انه رغم ان الظروف في العاصمة لا تزال هادئة الا ان "التصعيد الاخير في الاعمال العدائية حول موبتي في شمال مالي زاد من التوترات في انحاء البلاد"، مشيرة الى ان الرئيس المؤقت ديونكوندا تراوري اعلن حالة الطوارئ في 12 كانون الثاني/يناير. وتمكن الجنود الماليون بدعم من القوات والطائرات الفرنسية من استعادة بلدة كونا الرئيسية وسط البلاد الخميس من ايدي المسلحين المرتبطين بالقاعدة الذين بدأوا قبل اكثر من اسبوع بالزحف جنوبا نحو العاصمة باماكو. وتضاربت الانباء عن بلدة ديابالي التي قال الجيش المالي انه استعادها، وهو ما نفته وزارة الدفاع الفرنسية. ويعد التواجد الفرنسي مهما بالنسبة للجيش المالي الذي يفتقر الى العتاد والمعنويات ويكافح لقتال جماعات الاسلاميين والمتمردين الطوارق. وقد فشل الجيش المالي في صد متمردي الطوارئ الذين فاجأوهم باعادة اطلاق تمردهم في كانون الثاني/يناير الماضي. واثار ذلك غضبا ادى الى قيام مجموعة من الجنود بالاطاحة بالحكومة في باماكو في انقلاب كارثي سهل على الطوارق وحلفائهم الاسلاميين السيطرة على المناطق الشمالية الجافة.