سعى رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي إلى طمأنة جيران بلاده وإقليم كردستان بأنّ جيش بلاده لكل العراق والعراقيين، وأنه يلتزم بكل ما يخدم الوطن والمواطن، مؤكداً أنه ليس جيشاً يعتدي على الآخرين ويثير الحروب، في إشارة إلى الخلاف في المناطق المتنازع عنها في كركوك.. بينما طالب التحالف الكردستاني بتدخل أممي لإنهاء الأزمة بين أربيل وبغداد، مشيرا إلى أنه فقد الثقة في ائتلاف دولة القانون، بالتزامن مع مقتل عنصرين من قوات البيشمركة بتفجير قرب مركز لتجنيد متطوعين للقوات الكردية. وقال المالكي، بصفته القائد العام للقوات المسلحة، في كلمة بالمؤتمر السنوي لرئاسة أركان الجيش في بغداد أمس: «نريد لجيشنا أن يكون درعاً للعراق وقادراً على حمايته من الأخطار والتحديات التي تستهدف أمنه وسيادته، ولا نريد أن نشدد على جانب القوة فقط، إنما المهم هو الجانب المعنوي المتمثل بالعقيدة والإخلاص للوطن». وأضاف أن «العقيدة الجديدة لجيشنا العراقي هي أن يكون جيشاً للجميع، ولا يعتدي على الآخرين ويثير الحروب». وأوضح المالكي، أن «الجيش هو انضباط وأوامر تصدر وتنفذ في حينها، لأنه لا مراجعة ولا مناقشة في القضايا العسكرية»، داعياً إياه إلى تنفيذ الأوامر دون النظر إلى خلفياتها السياسية والطائفية، معتبراً أنه «إذا شاعت ظاهرة مناقشة الأوامر انتهى الجيش ولا تنفع معه الدبابات والطائرات وكل الأسلحة». توفير الضمانات الى ذلك، طالب التحالف الكردستاني بتوفير الضمانات وحضور مراقبين دوليين لعقد أي اجتماع مع ائتلاف دولة القانون، داعياً إلى تدخل أممي لحل الأزمة بينهم وبين الحكومة المركزية، مشيراً إلى أنه والقوى السياسية فقدوا الثقة بدولة القانون. ضمانات وأوضح النائب عن التحالف الكردستاني شوان طه أنه لا بد من توفر ضمانات قبل إجراء أي اجتماع مع دولة القانون، مشدداً على الحاجة لحضور مراقبين دوليين من الأمم المتحدة لأي اجتماع مع دولة القانون، لافتاً إلى أن فقدان الثقة بدولة القانون هو ما يدعو لحضور مراقبين دوليين لأي اجتماع. وقف الحملات الإعلامية في هذه الأثناء، أصدر أمس رئيس اقليم كردستان العراق مسعود بارزاني أمراً بإيقاف الحملات الإعلامية ضد الحكومة الاتحادية العراقية في بغداد. إيقاف الحملات وقال الناطق الرسمي باسم رئاسة الإقليم أوميد صباح في بيان، إن رئيس اقليم كردستان «وجّه بإيقاف الحملات الإعلامية.. على ضوء مبادرة رئاسة الجمهورية». ويأتي هذا القرار بعد ساعات من دعوة رئيس الجمهورية جلال طالباني الى تفادي التصعيد والتمسك بالحوار واعتماد لغة السياسة وأدواتها، والابتعاد عن كل ما يمكن ان يوحي باحتمالات اللجوء الى العنف أو التلويح به في معالجة المشكلات القائمة. إلى ذلك، قتل عنصران من قوات البيشمركة وجرح اثنان آخران، أمس، في انفجار سيارة مفخخة قرب مركز لتجنيد متطوعين للقوات الكردية (البيشمركة) في منطقة جلولاء المتنازع عليها. وقال مصدر في شرطة جلولاء (150 كيلومتراً شمال شرقي بغداد) ان سيارة مفخخة انفجرت أمام مقر الاتحاد الوطني الكردستاني أثناء تجمع حشد من الأكراد لتسجيل أسمائهم للانخراط في البيشمركة. وأضاف ان التفجير اسفر عن مقتل عنصرين من البيشمركة وإصابة اثنين آخرين بجروح، مشيراً الى ان التفجير وقع بعدما قلت أعداد المتطوعين.