أعرب مفتي طرابلس والشمال الشيخ مالك الشعار المُبعد بسبب مخاطر أمنية إلى العاصمة الفرنسية عن رغبته في العودة إلى لبنان بأسرع وقت ممكن، إلا أن التعاون والتنسيق القائم بينه وبين المسؤولين الأمنيين حال دون عودته خصوصًا بعد أن تمنّوا عليه التريث والبقاء حاليًا حيث هو في باريس. وأشار من جهة ثانية إلى أن رئيس الحكومة نجيب ميقاتي اتصل به مؤخرًا ليعلمه أنه اتفق مع الرئيس ميشال سليمان وقائد الجيش على إنشاء نقطة حماية أمنية أمام منزله في طرابلس شرط عدم خروجه منه، وهو ما اعتبره المفتي الشعار بمثابة الإقامة الجبرية وحال دون قبوله العودة بشروط مماثلة. واستدرك الشعار بالقول أن ميقاتي لم يعطه وعدًا بتأمين حماية لحركته داخل وخارج طرابلس إلَّا أنه وعد خيرًا بذلك، ما يعني من وجهة نظر المفتي الشعار أن عودته من باريس ترتبط بتأمين حمايته أثناء قيامه بواجباته الدينية والاجتماعية وليس فقط أثناء وجوده داخل منزله. على صعيد آخر وعما إذا كان استقى أي جديد عن هوية الجهة التي تخطط لاغتياله، لفت المفتي الشعار في حديث لصحيفة "الانباء" الكويتية إلى عدم امتلاكه أية معلومات جديدة، وأنَّ الأجهزة الأمنية تتابع تحرياتها لكشف هوية المتورطين وهي تتواصل معه لتضعه في صورة المستجدات لديها، إلَّا أنَّه وحتى الساعة ليس هناك ما يُذكر على المستوى المشار إليه. وعما كشف عنه المنشق عن دار الإفتاء في سورية الشيخ عبد الجليل سعيد بأن مخطط الاغتيال أتى بناء لطلب مفتي الجمهورية السورية الشيخ أحمد حسون بواسطة النقيب السوري محرز إبراهيم حمد وبالترتيب مع مكتب عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" نواف الموسوي وتورط شيخين لبنانيين من دار الفتوى في لبنان، لفت المفتي الشعار إلى انه سمع بكلام الشيخ عبد الجليل من الوسائل الإعلامية مؤكدًا عدم وجود معرفة سابقة بينهما، ومستغربًا زج اسم المفتي حسون في مخطط اغتياله، خصوصًا أن هناك ودّا وتواصلًا دائما بينهما، معربًا بالتالي عن اعتقاده بأن الشيخ حسون أبعد ما يكون عن التورط في هذه القضية، وذلك لثقته الكبيرة في تدين الأخير وكشف أن المفتي حسون بادر إلى الاتصال به في باريس، وأجزم عدم علاقته بذلك. وأشار إلى أنَّه لا يمكن أخذ كلام الشيخ عبد الجليل على محمل الجد واليقين حيال ما نسبه إلى المفتي السوري العام الشيخ أحمد حسون، تاركًا باقي ما ساقه عبد الجليل في كلامه إلى استقصاءات الأجهزة الأمنية، ولفت الشعار ردًا على سؤال إلى أن المنطق القانوني كان يفرض على النيابة العامة التمييزية اعتبار ما جاء في كلام الشيخ عبد الجليل إخبارًا والتحرك على أساسه. وردًا على سؤال آخر بشأن ما إذا كان مخطط الاغتيال يهدف لإبعاده عن انتخابات المجلس الإسلامي الشرعي الأعلى، أكد الشيخ الشعار أن هذا السبب لم يكن واردًا في ذهنه، إلا أن الكثير من السياسيين والفعاليات الدينية والزمنية أكدوا له إمكانية وجود هذا الاحتمال بنسبة عالية، كاشفًا من جهة ثانية أنَّه غير مرشح لمنصب مفتي الجمهورية وهو بالتالي غير منافس لأية جهة مرشحة، مستدركًا بالقول إنَّه إذا أجمع أهل الحل والعقد وأولي الأمر والمرجعيات على أن يتولى هذا المنصب فلن يتردد في تلبية رغبتهم في خدمة بلده ودينه.