انتهى، بعد نهار طويل، أحد أبرز الفصول على طريق تطويق إشكال وطى الجوز، الذي أدى إلى مقتل شخصين شيعيين من آل سيف الدين من بلدة لاسا، وبعد ساعات قليلة على دفن أبناء لاسا لقتيليهم غسان وهادي سيف الدين تسلمت شعبة المعلومات المتهم بقتلهما، مساء الأحد، بعد مفاوضات واجتماعات استمرت طيلة اليومين الماضيين. وقالت مصادر واسعة الاطلاع لـ " العرب اليوم" إن عملية التسليم تمت، الأحد، بإشراف وزير الداخلية العميد مروان شربل والمدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء أشرف ريفي، في أعقاب جولة أقلتهما من لاسا إلى حراجل، حيث قدموا التعازي في القتيلين، وناقشوا ما آلت إليه المشاورات مع أهالي بلدة حراجل، التي ينتمي إليها المتهم بالقتل. وفي معلومات "العرب اليوم" أن الرأي أقر أخيرًا على تسليم أنطوني خليل إلى المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي، التي ستتولى عبر شعبة المعلومات التحقيق الأولي في الحادث. بعدما تراجعت عائلة خليل عن اقتراح بتسليم خليل إلى المديرية العامة للأمن العام، التي أبلغت من يعنيهم الأمر أن العملية ستصب في النتيجة لدى قوى الأمن الداخلي قبل القضاء المختص، وأنه من الأفضل تسليمه إلى قوى الأمن مباشرة. وكانت شعبة المعلومات قد تسلمت، السبت الماضي، الشاهد الوحيد على الجريمة بيار نخول، الذي كان التعرض له من جانب آل سيف الدين سببًا لتدخل أنطوني لإنقاذه، وعبر نخول استحصلت الشعبة على الهاتف الخاص بخليل حيث أجريت معه الاتصالات اللازمة، بعد أن تبلغ قرار العائلة بالتسليم، بعدما نالت ما يكفي من الضمانات بأن ابن العائلة سيكون بخير، ولن يتم التعرض له بأي شكل من الأشكال خارج إطار التحقيق، الذي ستجريه الأجهزة الأمنية المختصة، قبل أن يصبح في عهدة القضاء. وفي المعلومات أيضًا أن العملية أنجزت قرابة السادسة والثلث من مساء الأحد، ونقل خليل من مكان ما خارج جبل لبنان إلى المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي في بيروت. وسبقت هذه المفاوضات عمليات دهم قامت بها وحدات الجيش اللبناني ليل السبت – الأحد في بلدة حراجل، ما أدى إلى توتر شديد، فاعتصم الأهالي في صالون الكنيسة إلى أن انتهت العملية التي شملت خمسة منازل من البلدة، فلم يتم العثور على خليل فيها. إلى ذلك، شيّعت بلدة لاسا القتيلين غسان وهادي سيف الدين، في حضور المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم ممثلاً رئيس الجمهورية ميشال سليمان، والنواب سيمون أبي رميا وعباس هاشم ووليد خوري، والنائب السابق شامل موزايا، ووفد من حزب الله، وسط إطلاق نار كثيف في المنطقة. وشكر أبي رميا لأهالي لاسا حكمتهم، وأكد أن "لا أحد فوق القانون". وشدد المسؤول عن المنطقة الخامسة في "حزب الله" الشيخ حسين زعيتر على "ضرورة أن يسلم الجاني نفسه إلى السلطات"، وأكد أن "المنطقة ستحافظ على العيش المشترك". وفي نهاية اليوم الطويل تحدث وزير الداخلية مروان شربل إلى "العرب اليوم"، فعبر عن ارتياحه لما تحقق، منوهًا بالدور الذي لعبه العماد ميشال عون و"حزب الله" في العملية كما انتهت إليه. وقال شربل "رغم كل ما حصل وما أطلق من مواقف كبيرة في الساعات الأولى التي أعقبت الحادث، فقد أدت سلسلة الاتصالات التي أجريت إلى تطويق ذيولها في أفضل الظروف"، مؤكدًا أن "الباقي من المراحل سيكون في عهدة المراجع الأمنية المختصة والقضاء". وكان كاهن كنيسة سيدة الوردية في حراجل، الأب حارث خليل، قد أعلن أنه تم الاتفاق على تسليم مطلق النار في وطى الجوز أنطوني خليل إلى الأجهزة الأمنية، بعد اجتماع ضم عائلته وفاعليات المنطقة. وأشار الأب خليل إلى أن عملية التسليم قد تستغرق ساعات، لأن أنطوني بعيد، وأكد أن عائلته موافقة, مشيرًا إلى أن الضمانة الوحيدة هي الدولة . ولفت خليل إلى أن الاتصالات جارية مع أهالي لاسا، لتحديد الموعد المناسب لتأدية واجب العزاء من قبل أهل حراجل . وقال قائد الدرك العميد جوزف الدويهي، ظهر الأحد، إنه سيتم تسليم مطلق النار على غسان وهادي سيف الدين منذ يومين في وطى الجوز، أنطوني خليل في خلال ساعات إلى السلطات الأمنية والقضائية، مشيرًا إلى أن هذا الاتفاق تم التوصل إليه بعد مشاورات مع ذوي خليل وفاعليات منطقة حراجل. ولفت الدويهي إلى أنه لم يتم الاتفاق بعد على التوقيت ومكان التسليم.