قال رئيس إقليم شمال العراق مسعود برزاني، إن "المحادثات بين الإقليم والحكومة العراقية توقفت بسبب الوعكة الصحية التي أصابت رئيس الجمهورية جلال طالباني"، مشيرًا إلى أنها "ستستأنف قريبًا"، لكنه ليس "متفائلاً كثيرًا" بالنتائج التي ستسفر عنها. وأضاف برزاني في مؤتمر صحافي عقده بمدينة السليمانية بشمال العراق، عقب اجتماع عقده مع قياديين بحزبه "الديمقراطي الكردستاني" و"حزب الاتحاد الوطني الكردستاني" الذي يقوده الرئيس العراقي جلال طالباني، أن "علاقات الإقليم مع المركز تمر بأزمة.. الجهود تُبذل ونأمل التوصل لحلول تخدم الأطراف كافة". وتابع: "للأسف الوعكة الصحية التي ألمت بالرئيس جلال أدت إلى توقف المحادثات، كان لدينا برنامج مفصل لبحث الخلافات ومعالجتها مع بغداد، لكن نأمل أن تستأنف المحادثات قريبًا وتحقيق نتائج إيجابية، ولكنني لست متفائلاً كثيرًا". وأضاف: "نحن على الدوام مع الحوار ولم نغلق بابه ويمكن وخلال اليومين القادمين أن تعقد اجتماعات جديدة من قبل اللجان العسكرية، أما سحب قوات البيشمركة (جيش شمال العراق) من المناطق التي تتواجد فيها فهو رهن بانسحاب الجيش العراقي أيضًا". ومضى بالقول: "ليس مقبولاً لدينا أبدًا فرض سياسة الأمر الواقع علينا بالقوة العسكرية في المناطق المتنازع عليها". وحول الأنباء التي تحدثت عن وجود مشاورات لاختيار خليفة للرئيس العراقي قال برزاني: "الحمد لله الرئيس طالباني حي يُرزق ونتوقع وننتظر عودته بسلامة، هذا الموضوع لم يُبحث، ولن يبحث الآن.. المعلومات التي تنقل لنا من أطبائه الحمد لله مطمئنة ويتحسن يومًا بعد آخر، لكن أيضًا يجب أخذ كافة الاحتمالات بنظر الاعتبار، الوعكة التي أصابته جدية". وتابع بالقول: "الأطباء يخبروننا أن وضع الرئيس يسير نحو الأحسن، الوقت ليس مناسبًا للحديث عن بدلاء للرئيس لأننا ننتظر عودته وفي حال حدث أمر ما بخلاف ذلك سنبحثه في حينه". وكان الرئيس العراقي جلال طالباني (79 عام) قد أصيب بوعكة صحية 18 كانون أول/ديسمبر الجاري نُقل على إثرها إلى المستشفى في العاصمة العراقية، وبعد فترة وجيزة نُقل إلى مسشفى خاص بألمانيا لإكمال العلاج، حيث تؤكد التقارير الطبية أنه أصيب بجلطة في الدماغ. وتخشى الكثير من القوى السياسية العراقية من حدوث فراغ في البلاد في حال غاب طالباني عن المشهد السياسي، سيما وعرف عنه دوره المؤثر في التقريب بين الفرقاء العراقيين المختلفين في الكثير من القضايا السياسية. وتوترت العلاقات بين حكومتي بغداد وأربيل بشكل لافت منذ منتصف الشهر الماضي، إثر دفع رئيس الوزراء العراقي بقوات إلى مناطق متنازع عليها تقع بين مناطق نفوذ الحكومتين، ورد الأكراد بالدفع بقواتهم التي يطلق عليها اسم البيشمركة وتعني بالعربية "الفدائيين" إلى المنطقة في وضع ينذر بالمواجهة المسلحة بين الجانبين.