لندن ـ العرب اليوم
طلبت بريطانيا الخميس من رعاياها مغادرة بنغازي شرق ليبيا على الفور بعد تلقي معلومات عن "تهديدات محددة ووشيكة ضد الغربيين" في المدينة. ويأتي الطلب البريطاني بعد تحذير رئيس الوزراء ديفيد كاميرون من ان الهجوم الدامي في الجزائر الاسبوع الماضي ليس سوى جزءا في ما سيكون "صراعا طويلا ضد الارهابيين القتلة". وقالت وزارة الخارجية في بيان "نحن على علم الان بتهديد محدد ووشيك ضد الغربيين في بنغازي ونطلب من البريطانيين المتواجدين هناك خلافا لتوصياتنا، ان يغادروا على الفور". واضاف البيان "لا يمكننا ان نعلق اكثر على طبيعة التهديد حاليا". وتابع ان "السفارة البريطانية في طرابلس على اتصال مع الرعايا البريطانيين الذين لديها ارقامهم" لكي تطلب منهم مغادرة بنغازي. وياتي التحذير غداة ادلاء وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون بافادتها امام الكونغرس حول الهجوم على القنصلية الاميركية في بنغازي في 11 ايلول/سبتمبر الذي ادى الى مقتل السفير الاميركي في ليبيا مع ثلاثة اميركيين اخرين. وحذرت كلينتون من خطر الارهاب الاسلامي بعد الربيع العربي وقالت ان الثورات العربية "دمرت قوات الامن في انحاء المنطقة". ومنذ ايلول/سبتمبر 2012 تنصح لندن الرعايا البريطانيين بعدم التوجه الى ليبيا لا سيما بنغازي، باستثناء العاصمة طرابلس وبعض المدن الاخرى. وفي وقت سابق هذه الشهر اغلقت ايطاليا موقتا قنصليتها في بنغازي وسحبت موظفيها من ليبيا بعد هجوم مسلح فاشل على القنصلية. وبعد ازمة الرهائن الدامية في الجزائر الاسبوع الماضي، تعهد كاميرون وضع مسألة الارهاب في رأس اولويات جدول اعمال قمة الثماني التي يستضيفها في ايرلندا الشمالية في حزيران/يونيو القادم. وقتل عشرات الاجانب عندما هاجم مسلحون اسلاميون مجمع غاز في ان اميناس في الصحراء الجزائرية النائية. ومن بين القتلى ثلاثة بريطانيين على الاقل، فيما لا يزال ثلاثة آخرون ومواطن بريطاني، مفقودون ويعتقد انهم قتلوا. وقتل 37 رهينة اجنبي بينهم غربيون واسيويون، بحسب حصيلة موقتة وكما قال رهينة جزائري. ولا يزال عدة اشخاص مفقودين وعددا من الجثث لم يتم التعرف عليها بعد. وذكرت تقارير ان المهاجمين قدموا من ليبيا واستخدموا اسلحة متبقية من ترسانة الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي رغم نفي رئيس الوزراء الليبي علي زيدان ذلك. وفي كلمة امام المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس حذر كاميرون من ان التصدي لتهديد الارهاب يحتاج لوقت طويل. وقال "اننا في وسط صراع طويل ضد الارهابيين القتلة والايديولوجية السامة الداعمة لهم". واضاف "بينما مارسنا بنجاح الضغط على القاعدة في افغانستان وباكستان، كانت فروع القاعدة تنمو لسنوات في اليمن والصومال واجزاء من شمال افريقيا -- امكنة عانت بشكل فظيع من احتجاز الرهائن والارهاب والجريمة". وتابع "لدحر هذا التهديد علينا ان نتحلى بالحزم والذكاء والصبر -- هذا نقاشي في قمة الثماني". وقال كاميرون انه في بعض الحالات كان التحرك العسكري هو الخيار الصحيح، مشيدا بالتدخل الفرنسي ضد الاسلاميين في مالي الذي تشارك فيه بريطانيا بتقديم الدعم اللوجستي وعمليات المراقبة. لكنه اضاف "علينا ان نتصدى للادعاءات السامة التي تغذي هؤلاء الارهابيين، ونغلق الفضاء غير الخاضع للسيطرة الذي ينمون فيه والتعامل مع المظالم التي يستخدمونها لجمع التأييد". وقال على المجتمع الدولي القيام بكل ما يمكن لمساندة "دعامات بناء الديمقراطية" مثل حكم القانون والاعلام الحر مضيفا "ان الربيع العربي لا يزال جزءا من الحل وليس جزءا من المشكلة".