أعلن رئيس الوزراء البريطاني الأسبق، طوني بلير، أن العراق كان من المرجح أن يشهد انتفاضة أسوأ بكثير من سورية لولا الغزو الذي قادته الولايات المتحدة وشاركت فيه بلاده عام 2003. وقال بلير، الذي يشغل حالياً منصب مبعوث اللجنة الرباعية لعملية السلام في الشرق الأوسط، في مقابلة مع هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي)، الثلاثاء، "إن العراقيين كانوا تمردوا ضد صدام حسين لو لم يكن هناك أي غزو ولكان التمرد أسوأ بكثير من سورية". واشار إلى أن العراقيين "انتفضوا من قبل وبأعداد كبيرة لكن الكثير منهم تعرضوا للقتل". وجدد بلير في معرض رده على سؤال التأكيد على أنه ليس نادماً على قراره اشراك بريطانيا في غزو العراق، مضيفاً "كيف يمكنك أن تندم على ازاحة وحش من السلطة تسبب في خلق مجزرة هائلة". وقال "لو لم تقم قوات التحالف بغزو العراق لكان هناك ومن دون أدنى شك على الإطلاق تحرك للإطاحة بنظام صدام حسين ولكانت هناك على الأرجح انتفاضة بين أوساط شعبه ضده وعلى نطاق أوسع من الانتفاضة الدائرة في سورية وربما أسوأ منها بكثير". واضاف بلير أن الرئيس السابق صدام حسين "استخدم أسلحة كيماوية ضد شعبه، ولهذا السبب لا يندم على ازاحته منه السلطة، لأنه كان وحشاً سبب مذبحة هائلة لشعبه وللناس في المنطقة، ويعتقد بشكل صادق وعميق أنه كان يشكل تهديداً أمنياً لا بد من التعامل معه". وقال إن السؤال الذي يطرح نفسه "ما الذي يمكن أن يحدث الآن في العراق لو بقي صدام حسين في السلطة؟". ورفض بلير مراراً من قبل تقديم اعتذار على قراره اشراك بريطانيا في غزو العراق في العشرين من آذار/مارس 2003، والذي ادى إلى مقتل 179 جندياً بريطانياً قبل انسحاب القوات البريطانية في نيسان/ابريل 2009، وأكثر من 100 ألف عراقي حسب تقديرات متحفظة. وكان جون بريسكوت، الذي شغل منصب نائب رئيس الوزراء البريطاني في حكومة بلير، اعترف بأن غزو العراق لا يمكن تبريره وكان قراراً خاطئاً، وقال إنه "أيد الحرب على العراق عام 2003 لاعتقاده بأن الرئيس الاميركي جورج بوش، وقتها، وضع خطة لتسوية الصراع الاسرائيلي ـ الفلسطيني".