لندن ـ يو.بي.آي
اعترف الحاكم المدني الأميركي السابق للعراق، بول بريمر، بارتكاب أخطاء استراتيجية كبرى عقب الغزو الذي قادته الولايات المتحدة واطاح بالرئيس صدام حسين، لكنه اعرب عن اعتقاده أن العراقيين هم أفضل حالاً بكثير الآن. وقال بريمر، الذي ادار العراق لمدة 14 شهراً بعد الغزو في العشرين من آذار/مارس 2003، في مقابلة مع صحيفة "اندبندانت" اليوم الثلاثاء، "إن الأخطاء العسكرية الاستراتيجية عرقلت وعلى نحو خطير جهوده لاحتواء التمرد في العراق وكلّفت قوات التحالف والعراقيين الكثير من الأرواح". واضاف أنه "خاض معركة شخصية مع القادة العسكريين في بلاده بسبب قرارهم اشراك عدد صغير من القوات الاميركية في قتال المتمردين في العراق.. وكان ذلك خطأً استراتيجياً وقام بحث الرئيس جورج بوش ووزير الدفاع دونالد رامسفيلد، وقتها، على مضاعفة عدد القوات الاميركية، لكن الأمر استغرق أربع سنوات قبل تدارك الأمر من خلال سياسة زيادة القوات التي اعتمدها بوش، وتم من خلالها معالجة الانتفاضات والصراعات الأهلية في جميع أنحاء العراق بشكل صحيح". وشدد على أنه "كان من المفترض أن نتعلم الدروس من البوسنة والصومال بأن يكون لدينا قوات كافية على الأرض في العراق لحماية الناس". وقال بريمر "إن القيادة الاميركية كان من المفترض أن تستمع إلى نصيحة مؤسسة بحثية وقتها حثتها على نشر 400 ألف جندي وليس 180 ألف جندي في العراق، لأن النقص في القوات كان له تأثير مزدوج وجعل المتمردين يخلصون إلى نتيجة مفادها أننا لم نكن مستعدين لتوفير الأمن وشاطرهم هذا الرأي الكثير من الشعب العراقي وجعلهم يشككون في نجاح الاحتلال". ودافع بريمر عن قراراته بحل الجيش العراقي ومنع أعضاء حزب البعث الحاكم سابقاً من تولي الوظائف العامة بعد تعيينه كرئيس لسلطة التحالف المؤقتة. واضاف "اتخذنا هذه القرارات على ضوء نتائج استطلاعات للرأي والتي صادق 95% من المشاركين على قانون اجتثاث البعث، في حين تم قرار حل الجيش العراقي بموافقة الحكومتين الاميركية والبريطانية قبل أن يصدره". لكنه أقرّ بارتكاب خطأ "حين كلّف مجموعة صغيرة من السياسيين العراقيين بتنفيذ قانون اجتثاث البعث قبل أن يبادر إلى توسيع اعضائها، وأن ذلك كوّن انطباعاً بأننا كنا مستعدين لاجتثاث البعث من المجتمع العراقي بأسره، وأن سلطة التحالف المؤقتة فشلت في تأمين استقرار العراق". وقال بريمر إن "فشل السياسات الاميركية والبريطانية في العراق اعطى فرصة لايران لتوسيع نفوذها واستئناف برنامجها النووي دون خشية من التداعيات الخطيرة جراء شعورها بأن الولايات المتحدة كانت في حالة من الفوضى في العراق". واضاف أن الولايات المتحدة وبريطانيا "اقدمتا على سحب قواتهما من العراق بسرعة كبيرة وكان ذلك خطأً تسبب في خلق مخاطر جديدة، وكان ينبغي عليهما ترك قوات في العراق".