حذر رئيس البرلمان العراقي أسامة النجيفي الحكومة العراقية من إقحام الجيش في المعارك الدائرة داخل الأراضي السورية، مؤكدا أن هناك تحقيقا جاريا لمعرفة تفاصيل ما حصل في منفذ اليعربية الحدودي السوري. وأكد النجيفي في مؤتمر صحافي عقده أمس أن "ما حصل قبل يومين في منفذ ربيعة والحدود العراقية - السورية، أمر لا بد أن يراجع"، مشددا على ضرورة "إبعاد الجيش العراقي عن التدخل في الشأن الداخلي السوري، وألا يقف مع أي جهة كانت"، مشيرا إلى أن "العراق يعاني مشكلات كثيرة، ويجب أن ينأى بنفسه عن أي أزمات خارجية تؤثر في وضعه الداخلي". وأكد النجيفي أنه "فتح تحقيق بشأن ما جرى في منفذ اليعربية"، لافتا إلى "وجود روايات تقول بأن الجيش العراقي تدخل لمساندة الجيش السوري ضد الجيش الحر، وروايات أخرى تقول العكس". من جانبه، كشف نائب رئيس مجلس محافظة الأنبار الشيخ سعدون الشعلان في تصريح لـ"الشرق الأوسط" أن "المحصلة النهائية للحادث الحدودي هي مقتل 48 جنديا سوريا و19 جنديا عراقيا، وهو بعكس الرواية الرسمية التي أفادت بمقتل 7 جنود عراقيين"، مشيرا إلى أن "معظم الجنود هم من أهالي الأنبار؛ من بينهم 3 من القائم"، وأوضح أن "قسما من الجرحى لا يزالون يعالجون في مستشفيات الأنبار، ولم تجر حتى الآن عملية تسليم الجثث للجانب السوري".  على صعيد آخر, وبعد أن كانت حلب عاصمة سوريا التجارية، تحولت الآن بفعل الحرب إلى مدينة من القرون الوسطى؛ فمنذ الصيف الماضي لم تعد هناك طاقة كهربائية في الأحياء التي يسيطر عليها الجيش السوري الحر، ومع غروب الشمس في الساعة السادسة تغرق الشوارع في الظلام. وجاء انتشار وباء "الليشمانيا" في المدينة ليعيدها إلى القرن الثامن عشر، حيث انتشر لأول مرة، وأطلق عليه الأطباء الذين اكتشفوه اسم "حبة حلب". والليشمانيا مرض جلدي ينتشر عن طريق الفطريات. وبسبب أكوام القمامة المبعثرة في الشوارع، عاد المرض للانتشار مرة أخرى بصورة لا يمكن السيطرة عليه. ويقول حسين، الذي كان يعمل ممثلا: "في بعض المناطق، نجد أن ثمانية من بين كل عشرة أفراد حاملون للعدوى". وتم تحويل مدرسة سابقة إلى عيادة لعلاج الحالات المتزايدة من المصابين بالمرض. ويقول الدكتور محمود (وهو اسمه المستعار)، الطبيب الوحيد في العيادة: "في البداية كنا نعالج كل الأمراض هنا، ولكن مع زيادة انتشار مرض الليشمانيا، قررنا التركيز عليه. الآن، نتابع حالات يتراوح عددها بين 300 إلى 400 مريض يوميا".