أفاد تقرير لمنظمة "أطباء بلا حدود" بأن المهاجرين القادمين من جنوبي الصحراء الكبرى في أفريقيا يتعرضون بصورة متزايدة لانتهاكات وإهانات وسوء معاملة وأعمال عنف في المغرب، ويعاملون أحيانا كما لو كانوا "حيوانات". ووفق المنظمة في تقريرها "العنف والفئات الضعيفة والهجرة.. محاصرون على أبواب أوروبا" فإن مداهمات الشرطة زادت بدرجة كبيرة منذ ديسمبر/ كانون الأول لتجمعات المهاجرين في المغرب. كما أنها تلقت تقارير عن اعتقال نساء وأطفال من المهاجرين وطالبي حق اللجوء السياسي وترحيلهم إلى المنطقة العازلة بين المغرب والجزائر. وأضافت أن الهجمات على المهاجرين لم تقتصر على قوات الأمن، مشيرة إلى أن عصابات إجرامية وقطاع طرق ومهربين يستهدفون المهاجرين أيضا على نطاق واسع، ويفلت المعتدون عليهم من العقاب، بحكم كونهم مخالفين، وفق المنظمة. ويتضمن التقرير توثيقا لأعمال العنف التي يتعرض لها المهاجرون وتفاصيل الانتهاكات البدنية والنفسية التي يواجهونها في المغرب بعد أن يفشلوا في الوصول إلى أوروبا. وشكا مهاجرون للمنظمة من ظروف المعيشة القاسية والرفض من المجتمع، ويقول التقرير "يسألوننا أحيانا عن سبب معاملتهم على هذا النحو، يسألون لماذا يعاملوننا كما لو كنا حيوانات". وتقيم غالبيتهم في خيام في الغابات أو كهوف في الجبال أو مبان مهجورة تفتقر إلى كل المرافق، ويواجهون صعوبات كبيرة في الحصول على غذاء وماء للشرب كما يلجأ بعضهم للتسول. وقال مهاجر من مالي "ضربونا بعصا. حاولت أن أركض بعيدا لكنهم ضربوني بالعصا فوقعت عندما وقعت استمروا في الضرب المبرح فجرحت يدي وكسر ذراعاي بعد أن تفاديت بهما ضرب رأسي". الغابات والفيافي ملجأ العديد من المهاجرين  نتيجة ما يعانونه من معاملات مهينة بالمدن  (رويترز) وتضمن التقرير أيضا واحدة من أكبر المشاكل التي يتعرض لها المهاجرون الأفارقة، وهي الاعتداءات الجنسية. وتشير المنظمة إلى أنها لا تستطيع تحديد معدل دقيق للعنف والانتهاكات التي يتعرض لها المهاجرون، لكن البيانات الطبية تشير إلى وضع ينذر بالخطر. وتولى متطوعون في "أطباء بلا حدود" خلال العام الماضي علاج ما يزيد على 1100 مهاجر في مناطق بشرق المغرب قرب الحدود مع الجزائر وفي منطقة مليلية الخاضعة للسيطرة الإسبانية. ووفق تقرير المنظمة فإن الاتحاد الأوروبي خفف المراقبة على حدوده في السنوات العشر الماضية، وفوض البلاد القريبة منه على نحو متزايد في منع الهجرة غير المشروعة.