كراكاس ـ أ.ف.ب
اشتد التوتر في فنزويلا بين الحكومة التي تريد ارجاء موعد اداء اليمين الرئاسي المتوقع الخميس طبقا للدستور، والمعارضة التي تطالب بكشف حقيقة الحالة الصحية للرئيس ومدى قدرته على تولي مقاليد السلطة بعد خضوعه لرابع عملية ضد سرطانه في كوبا. وتتعرض الحكومة لانتقادات متزايدة بشأن نواياها في حال طال غياب تشافيز التي يقود البلاد منذ 13 سنة. حتى ان الكنيسة الفنزويلية اعتبرت الاثنين "غير مقبول اخلاقيا" انتهاك الدستور بارجاء موعد التنصيب "لتحقيق هدف سياسي" متخذة بذلك موقفا الى جانب المعارضة. وحسب الدستور يجب على الرئيس ان يؤدي اليمين امام الجمعية الوطنية في العاشر من كانون الثاني/يناير في مراسم يجب ان تقام في فنزويلا ولا يمكن ارجاؤها. غير ان نائب الرئيس نيكولاس مادورو الذي اختاره الرئيس لخلافته يعتبر ان بامكان الرئيس الذي انتخب في السابع من تشرين الاول/اكتوبر اداء اليمين ما ان تسمح له حالته الصحية بذلك. واعتبر ان مراسم قسم اليمين "شكلية"، مؤكدا ان تشافيز سيبقى رئيسا حتى لو لم يؤد اليمين الخميس. وترى الحكومة ان القانون الاساسي ينص ايضا على انه بامكان الرئيس، اذا لم يستطع اداء اليمين امام الجمعية، ان يؤديه امام محكمة العدل العليا بدون ان تحدد مهلة لذلك. ولم تستبعد عودة تشافيز في اخر لحظة لاداء اليمين كرئيس بعد انتخابه في السابع من تشرين الاول/اكتوبر، بعد اربعة اسابيع على خضوعه لعملية ضد السرطان في كوبا، كما قال رئيس الجمعية الفنزويلية ديوسدادو كابيو، الرجل الثالث في النظام. غير ان وزير الاعلام ارنستو فياغاس صرح للتلفزيون الوطني ان الرئيس الذي ما زال في هافانا في حالة "مستقرة" وانه "يتجاوب مع العلاج" لكن دون مزيد من التفاصيل، مثيرا مزيدا من الشكوك حول وضع تشافيز الحقيقي. ولضمان قبول الشعب قرار ارجاء موعد التنصيب دعا رئيس الجمعية ديوسدادو كابيو الى "تظاهرة كبيرة" الخميس دعما لهوغو تشافيز امام قصر ميرافلوريس الرئاسي بحضور "العديد من رؤساء دول صديقة". ولم يظهر الرئيس تشافيز من مغادرته الى كوبا في العاشر من كانون الاول/ديسمبر ليخضع لرابع عملية للعلاج من السرطان في حوضه الذي شخص له في حزيران/يونيو 2011. وتتكتم السلطات الفنزويلية على طبيعة السرطان الذي اصيب به. وفي الاثناء ازدادت الانتقادات حول نوايا الحكومة في حال تغيب تشافيز الخميس. فقد حذر المونسنيور دييغو بادرون رئيس اللجنة الاسقفية الفنزويلية في خطاب من انه "اذا ابتعدنا عن الدستور فاننا نبتعد ايضا عن المؤسسة ونسقط في الصراع على اجزاء من السلطة ونسقط في العنف والفوضى وانعدام الحكم". ودعا حزب المعارض الرئيسي انريكي كبريليس الاحد انصاره الى الخروج الى الشوارع احتجاجا على نوايا الحكومة، لكنه لم يحدد موعد التظاهرة ولا مكانها. وتطالب المعارضة بان يتولى رئيس البرلمان الرئاسة بالوكالة اعتبارا من العاشر من كانون الثاني/يناير اذا عجز تشافيز الذي يتولى الحكم منذ 1999، عن اداء اليمين. ويعقد الائتلاف المعارض "طاولة الوحدة الديموقراطية" منذ الاحد اجتماعا للتوافق حول الطريقة التي يجب التصرف بها خلال الايام القادمة. وفي برازيليا اعلن ماركو اوريليو غارسيا، المستشار الخاص للشؤون الدولية للرئيسة ديلما روسيف الذي ارسل الى هافانا الاسبوع الماضي، للصحافيين ان حالة الرئيس الفنزويلي "خطيرة". واضاف انه التقى بالمناسبة نيكولاس مادورو الذي قال له انه في حال لم يستطع تشافيز ان يكون حاضرا في كراكاس الخميس، هناك بند في الدستور ينص على مهلة تسعين يوما قابلة للتجديد تسعين يوما اخر في حال "عجز موقت". وفي خطابه اعرب رئيس اللجنة الاسقفية الفنزويلية عن الاسف لقلة اطلاع الشعب عن المعلومات الدقيقة حول تطور حالة الرئيس الصحية وقال ان "القلق ينتاب الشعب وان جزءا منه غاضب". ومن بين "رؤساء الدول العديدة الصديقة" المتوقع حضورهم وحده رئيس الاوروغواي خوسيه موخيكا اكد انه سيقوم بزيارة رسمية الى كراكاس بينما تعتزم رئيسة الارجنتين كريستينا كيرشنر من جانبها التوجه الى هافانا الخميس. وينص الدستور الفنزويلي على اجراء انتخابات جديدة في مهلة ثلاثين يوما في حال وفاة الرئيس او "عجزه الدائم" قبل توليه مهامه.