أصدر"تيار المستقبل" الذي يتزعمه رئيس الحكومة اللبناني السابق سعد الحريري بيانا، مساء السبت، تعقيبا على كلام الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله يريد التيار فيه توضيح الأمور التالية: أولا: يبدو واضحا أن السيد حسن نصرالله منزعج جدا من المطالعة الوطنية التي قدمها الرئيس سعد الحريري، فقد قفز في كلامه فوق الكثير من الحقائق، التي تضمنتها كلمة رئيس "تيار المستقبل" الرئيس سعد الحريري في الذكرى الثامنة لاستشهاد الرئيس رفيق الحريري، واختار مقاطع من الكلمة اعتبرها مادة صالحة للرد، ومحاولة لتحريف الكثير من الوقائع التاريخية والحالية. ثانيا: إن السيد حسن نصرالله يبصم بالعشرة على ما قاله الرئيس سعد الحريري عن تمسك "حزب الله" بمعادلة أن "كل السياسات في خدمة السلاح". والأهم أنه اعترف صراحة بأن مقاومته للعدو الإسرائيلي تحولت إلى مقاومة "تيار المستقبل"، كما لو أن "تيار المستقبل" بات هو العدو. ثالثا: إن إستخدام الرئيس الشهيد رفيق الحريري كشاهد على وقائع تاريخية هو استخدام في غير مكانه، وفي غير زمانه، والرد على السيد حسن نصرالله في هذا الشأن جاء في قول الرئيس سعد الحريري، عبر "تويتر"، أنه "لا يحق لحامي المتهمين بقتل رفيق الحريري أن يتكلم على تاريخ الرئيس الشهيد". ورب سائل يتساءل: ألا تستحق قضية الرئيس الشهيد رفيق الحريري منك يا سيد حسن أدنى تقدير أو مساعدة أو وقوف على خاطر فئة كبيرة من اللبنانيين، بأن تتنازل وتسلم المتهمين الأربعة، وجميعهم من "حزب الله"، بدل أن تتباهى بأنك تحميهم؟ رابعا: إن القول بأن الرئيس سعد الحريري وافق على بقاء سلاح "حزب الله" مقابل عودته إلى السلطة، هو كلام مردود جملة وتفصيلا، وللمرة الألف، لأن الورقة التي تتحدث عن معالجة السلاح غير الشرعي، والتي يقول السيد نصرالله أن فيها جملة بين هلالين بأنه "ليس المقصود سلاح حزب الله"، هي ورقة تعرضت للكثير من التأويل والأخذ والرد، والسيد حسن يعلم قبل غيره، أن الجملة المقصودة لم تكن تهدف إلى تحييد سلاح الحزب، لأن سلاح الحزب أمر معلق للبحث في الحوار الوطني، وهي جملة الحقت بالورقة لأن الرئيس سعد الحريري كان يبحث بالتعاون مع الدول الوسيطة عن مخرج كبير للأزمة اللبنانية يؤدي إلى مصالحة حقيقية يعترف السيد حسن بعظمة لسانه بأنه رفضها، ويقر من خلال ذلك برفض المسعى العربي والإقليمي والدولي لإنجاز مصالحة وطنية كبرى في لبنان. أما حديثه المكرر عن رفضه عودة الرئيس سعد الحريري إلى رئاسة الحكومة، فإن القاصي والداني يعلم، وخصوصا الوسيطين القطري والتركي، أن هذا الرفض جاء بأمر مباشر من بشار الأسد تولى السيد حسن نصرالله تنفيذه في بيروت، والمجيء بحكومة جديدة ما زالت تعمل تحت إشرافه. خامسا: قال السيد حسن نصرالله إن "هذا السلاح لو لم يكن لمقاومة اسرائيل لا يساوي عندنا شيئا على الاطلاق"، ونقول له بأن هذا السلاح لم يعد مع الأسف مقاومة، وهو موضع خلاف كبير بين اللبنانيين. على أي حال، لقد قدم الرئيس سعد الحريري رؤية وطنية شاملة تحدد وسائل الخروج الحقيقي من المأزق الوطني الذي يعانيه لبنان، وهو مأزق السلاح غير الشرعي الذي يصر السيد حسن نصر الله على إبقائه أداة لإبتزاز اللبنانيين والدولة والإستقواء على مؤسساتها".