أعلن رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع أن هناك محاولة جديّة للتوصل إلى قانون انتخابات جديد من قبل كل الأفرقاء السياسيين في لبنان ولكن من غير المقبول إضاعة الوقت أكثر بهدف البقاء على القانون الحالي، فنحن مع إقرار قانون يرتاح إليه كلّ اللبنانيين ويؤمّن أفضل تمثيل، فيما اعتبر جعجع في حديث إلى قناة "CBC" المصرية أن الحكومة اللبنانية الحالية أثبتت فشلها في المجالات كافة من أمنية، سياسية، اقتصادية وحتى في السياسة الخارجية، ولبنان يعيش حالياً في عزّ أزمة اقتصادية وصل فيها النمو إلى ما دون الواحد في المائة، ولكن هذه الحكومة مستمرة بفضل وهج سلاح حزب الله. هذا و أبدى خشيته من عودة الاغتيالات السياسية إلى الساحة اللبنانية، سأل جعجع "ماذا استفاد الفريق الآخر من اغتيال رئيس الحكومة السابق و جبران تويني أو بيار الجميّل أو سمير قصير أو وسام الحسن؟ لقد كان الهدف من كلّ هذه الاغتيالات إخلاء الساحة السياسية من القيادات ومن كل شخصية مؤثرة على الرأي العام. ودعا جعجع جامعة الدول العربية إلى إيجاد حلٍّ لملف اللاجئين والنازحين السوريين إلى لبنان من الناحية الإنسانية "ولأنها مسألة تفوق طاقة وقدرة لبنان على تحملّها. بشأن الثورات العربية أو ما يسمى الربيع العربي، اعتبر جعجع أن "هذه الثورات هي أحداث تاريخية بكل ما للكلمة من معنى"، معربا عن اعتقاده بأن الربيع العربي لا زال في بداياته على عكس ما يعتقدهُ البعض بأنه انتهى في بعض البلدان،  وبالتالي نحن لا نستطيع تقييمه حالياً، فبالرغم من كلّ الثغرات في كلّ الثورات يبقى ان الديمقراطية هي التي تصحح نفسها بنفسها، فالشعوب العربية هي كالمارد الذي خرج من القمقم ولا عودة إلى الوراء مجدداً، ومن يقوم بالثورة هو الذي يحصد ثمارها وقد يأتي من يحصد هذه الثمار دون أن يستحقها لكن الثورة تستمر في  نهاية المطاف لتحقيق كامل أهدافها. وعن ظهور التيارات الإسلامية التي تسيطر على الحكم والسلطة في بلدان الربيع العربي، شرح جعجع أنه "في ظل الأنظمة القمعية والديكتاتورية التي كانت قائمة وفي غياب الحريات العامة لم يكن من ملجأ لدى رواد التغيير سوى الجوامع ودور العبادة والتيارات الدينية للتعبير عن رأيهم، ولكن تجدر الإشارة إلى أن القادة الذين يثبتُ أنهم غير مؤهلين للقيادة واستلام السلطة سيلفظهم التاريخ عاجلاً أم آجلاً، فللتاريخ اتجاه ومسار واحد والنجاح يكون فقط باتجاه هذا الخط أي أن كلّ نظام ليستمر وينجح يجب عليه إرساء الحرية والديمقراطية وتأمين الحقوق لشعبه وإلا مصيره الفشل". وعمّا وصل إليه الوضع في سورية، رأى جعجع "أن الشعب السوري أظهر بأنه شعبٌ مناضل ومقاوم ويجب التذكير أن الثورة السورية في بداياتها أي في الأشهر الخمسة الأولى لانطلاقتها كانت ثورة سلمية ولكن النظام كان يرد على المتظاهرين بإطلاق الرصاص عليهم وقتلهم ما أدى بالتالي إلى تطور الأحداث والانتقال إلى الثورة المسلحة، وربما نستطيع القول أن الإسلاميين في سورية يحاولون قطف ثمار هذه الثورة". ورأى "أن سبب عدم التدخل الأميركي في حلّ الأزمة السورية على غرار ما حصل في ليبيا أو العراق مثلاً يعود إلى أن إدارة الرئيس باراك أوباما لا تريد أن تكون في الواجهة في أي عمل عسكري ولذلك لا تتدخل عسكرياً إلا بعد أن يتدخل الجميع كما فعل حلف شمال الأطلسي في ليبيا ولكنها حين تتدخل تساهم مساهمة فعّالة إلى حدٍّ كبير". وكشف جعجع أنه "كان هناك اتصالات أميركية وأوروبية مع آصف شوكت قبل اغتياله وكان يطرح نفسه كبديل لفترة انتقالية، ولا أستبعد أن تكون عملية اغتياله قد تمت من داخل النظام ولا يجب إسقاط هذه الفرضية حتى تبيان الحقائق". وإذ أكّد أن "هناك قسم من اللبنانيين من فريق 8 آذار لا زالوا يراهنون على استمرار النظام في سورية، أي أنهم لا زالوا يتأملون بانتصار الأسد ويمكن توصيف حالتهم بأنهم في حالة إنكار للوضع"، لفت جعجع إلى أن "صبيحة سقوط النظام في سوريا فإن الصورة في بيروت ستكون على الشكل التالي: سيشكّل هذا السقوط انتصاراً معنوياً للفريق السيادي من جهة، وانكساراً معنوياً لجماعات سورية في لبنان من جهة أخرى". ورداً على سؤال، قال "لو كنتُ في مكان الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله حالياً لحلّيتُ الجناح العسكري للحزب وسلمت السلاح إلى الدولة اللبنانية وأكملتُ فقط في العمل السياسي". ولفت إلى أن "سقوط الأسد سيجعل حزب الله أكثر تشدداً لأنه لا يعمل في السياسة إلا انطلاقاً من إيديولوجية وعقيدة واضحة جداً، فهو لا يسعى وراء مكاسب ومقاعد نيابية بل لديه مشروع أكبر هو قيام أمّة إسلامية تحت خلافة الوليّ الفقيه وأهل البيت". واعتبر "أن سورية كانت بالنسبة لحزب الله مجرد ممر ليس أكثر لتحقيق أهدافه وخططه، وقد استبدل الحزب هذا الممر في الوقت الراهن ولكن تأجيل مشروعه لا يعني بالضرورة التخلي عن سلاحه، لا بل على العكس فإن هذا السلاح هو أهم عامل قوة لدى الحزب راهناً وسيُصبح أكثر تمسكاً به بعد سقوط الحكم في سورية وسيعمل على تدعيمه أكثر فأكثر من مصادر أخرى". ورأى أن "انتقال النائب ميشال عون من معسكر مواجهة النظام السوري في لبنان خلال الحرب اللبنانية وفترة نفيه في فرنسا الى مساعدته ومساندته حالياً قد كلفتهُ خسارة الرأي العام المسيحي، وبالتالي فإن أي إعادة تموضع جديدة أو نقلة أخرى  ضد النظام السوري ستجعلهُ يخسر مجدداً المزيد من المؤيدين"، مشيراً إلى " أن كلّ جماعة سوريا في لبنان بدأوا يتكوكبون حول حزب الله لأنه يؤمّن لهم دعماً مالياً وسياسياً." وعن إمكانية ولادة نظام في سوريا قد يكون له مطامع في لبنان، استشهد جعجع بما ورد في رسالة المجلس الوطني السوري المعارض التي نصت على احترام سيادة واستقلال لبنان والتعامل الندّي بين البلدين، لافتاً إلى انه "لا نستطيع الحكم على النوايا وإن صحّ هذا الأمر فهو لا يُبرر بقاء النظام الحالي". من ناحية أخرى، عرض جعجع مع منسق الأمانة العامة لقوى 14 آذار فارس سعيد لآخر التطورات في لبنان والمنطقة.