انتقد رئيس الحزب "التقدمي الاشتراكي" النائب وليد جنبلاط تورط "حزب الله" في العمليات العسكرية في سورية، وتحديدًا في منطقة القصير، معتبرًا أن الحل الوحيد يكمن في حياد لبنان عن الملف السوري، وفق ما تضمنه "إعلان بعبدا"، الصادر عن طاولة الحوار، التي انعقدت في 11 حزيران/يونيو 2012، كذلك انتقد رئيس حزب "الكتائب" أمين الجميّل سياسات "حزب الله"، مؤكدًا أنها لا تخدم مصلحة البلد والأمن القومي والاستقرار في لبنان وسلامة أراضيه. وقال جنبلاط خلال موقفه الأسبوعي المنشور في جريدة "الأنباء" الناطقة باسم الحزب "إن أي مواقف سياسية تنشر نقلاً عن الرئيس الشهيد رفيق الحريري، تتعلق بمسألة السلاح أو الصراع مع الاحتلال الإسرائيلي أو القضية الفلسطينية، غير مستغربة على الإطلاق، وهو الذي ترعرع في صفوف القومية العربية، وناضل فيها على مدى سنوات، وكان دائمًا إلى جانب الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني وقضيته العادلة، وسعيه المتواصل لإقامة دولته المستقلة، فضلاً عن دوره الكبير في التوصل إلى تفاهم نيسان، الذي شرعن المقاومة، و حيد المدنيين من الصراع والحروب، وكان تقدمًا كبيرًا على أكثر من صعيد". وأضاف جنبلاط "ومع أخذ ذلك في الاعتبار، إلا أنه لا يمكن في نهاية المطاف إلغاء واقعة الاغتيال الرهيب والإجرامي الذي طال الرئيس الحريري، والجرح العميق والبالغ الذي تركه في نفوس شريحة واسعة من اللبنانيين، ونحن منها، وقد طالبت عن حق بكشف الحقيقة وتطبيق العدالة، وهنا، نعيد تكرار مواقفنا السابقة بضرورة تزويد المحكمة الدولية بكل القرائن والبراهين، التي سبق أن أعلنت، وتم عرضها للرأي العام، فالمحكمة الدولية أصبحت أمرًا واقعًا، وبإمكان الجهات المتضررة الدفاع عن نفسها أمامها، تفاديًا للسجال المستمر بشأن هذه المسألة، وتبيانًا للحقيقة بشكل نهائي وتام، مع الإشارة إلى ضرورة حصر المحاكمة بالمتهمين المعنيين دون سواهم، لتفادي إنزلاق الأمور نحو اعتبارات مذهبية، تترك تداعيات سلبية على أكثر من صعيد". وقال جنبلاط "إن الأفكار الرئيسية المتصلة بقضية السلاح أصبحت واضحة، وهي الدفاع عن لبنان، وعدم استخدامه لأي أسباب أخرى، وأن تكون الأهداف لبنانية، ولبنانية فقط، كي لا يتحول لبنان مجددًا إلى ساحة لتصفية الصراعات الإقليمية والدولية. وهنا، لقد آن الأوان لإيران أن تعدل عن سياستها المنحازة في دعمها لنظام سيسقط عاجلاً أم آجلاً، و يضعها في موقع النقيض المطلق للدفاع عن المستضعفين، وهو أحد شعاراتها القديمة، فضلاً عن كونه يعمق الشرخ المذهبي، الذي نحن في غنى عنه، فكم كان من الأفضل لو تعتبر إيران من المشهد الرهيب الذي نراه كل يوم في بعض الدول العربية كالعراق، أو الإسلامية كباكستان، التي تعاني من التطرف المذهبي، والذي يسقط ضحيته كل يوم العشرات من المواطنين الأبرياء، الذين لا ذنب لهم، و يستهدفون فقط بسبب انتمائهم المذهبي". وتسائل جنبلاط قائلاً "ألا تعطي هذه المشاهد الذريعة الملائمة للحركات التي تدعي الأصولية والسلفية، والتي تتغذى من بعض الجهات العربية لإخفاء الأهداف الحقيقية للثورة السورية، ولتشويه صورتها المدنية والديمقراطية، وألا تعطي هذه المشاهد أيضًا الذريعة للغرب لمزيد من الاستفادة من الصراع المذهبي في المنطقة، أو للإيحاء بأن الثورات العربية تولد الإرهاب والتطرف، وتغذي بعض النظريات الاستشراقية البغيضة، كالتي نادى بها برنارد لويس وسواه من الكتاب الأميركيين أو غير الأميركيين، وألا تستفيد إسرائيل من كل ذلك أيضًا في حربها العنصرية ضد العرب والفلسطينيين". وفي إطار زيارته إلى المملكة العربية السعودية، قال جنبلاط "لمست خلال زيارتي إلى المملكة العربية السعودية ولقائي مع الأمير سعود الفيصل والأمير بندر بن سلطان كل الحرص على لبنان واستقراره، ولمست من قيادة المملكة وقوفًا حازمًا إلى جانب الشعب السوري في نضاله المحق، من أجل الحرية والاستقلال، نحو بناء سورية جديدة". من جانبه، أكد رئيس حزب "الكتائب" أمين الجميّل قائلاً "إن تصرفات حزب الله لا تخدم مصلحة البلد والأمن القومي والاستقرار في لبنان وسلامة أراضيه، لاسيما هذا التحرش في البحرين وسورية وبلغاريا، متسائلاً "أين الحياد الذي تكلمنا عنه في إعلان بعبدا، وكان حزب الله موافقًا عليه". ودعا الرئيس الجميّل "حزب الله" إلى أن يعي خطورة الأمر، مؤكدًا "إنه يورط الشعب اللبناني كله، و يقف في وجه التضامن العربي والمجتمع الدولي، وهذا ما يضع لبنان في مواجهة مع هذا المجتمع".