بيروت ـ جورج شاهين
رأى رئيس جبهة "النضال الوطني" اللبنانية النائب وليد جنبلاط أنه "مع الاضمحلال التدريجي لسياسة النأي بالنفس، واقتصارها على الشق النظري تقريبًا، تتزايد المخاطر السياسيّة والأمنيّة على لبنان، وترتفع وتيرة الأحداث المتلاحقة، ولو أن بعضها يتخّذ طابعًا فرديًّا إلا أنها تؤشر إلى المستوى المرتفع من الاحتقان في الشارع، والذي تغذيه وتعززه المواقف التصعيديّة، والانغماس اللبناني في ميدانيات الصراع السوري، الذي يزداد ضراوةً وحماوةً". وقال، في موقفه الأسبوعي لجريدة "الأنباء" الإلكترونيّة: باستثناء المواقف الفرنسية والبريطانية والتركية، والسعودية ودول عربيّة أخرى التي تؤيد تسليح المعارضة السوريّة، لإحداث تغيير جدي في الصراع القائم، وإنقاذ الشعب السوري، لا يزال الموقف الدولي بصورةٍ عامة متخاذلاً إلى حدٍ بعيد، في وقتٍ يصدر فيه عن بعض وزراء الخارجيّة مواقف مستغربة وغير مفهومة، وتتضمّن مقترحاتٍ فات عليها الزمن. واعتبر جنبلاط ان إصرار الجمهورية الاسلاميّة على تحويل بندقيّة المقاومة إلى غير وظيفتها الأساسيّة في الدفاع عن لبنان ومواجهة إسرائيل، وإغراقها في حربٍ مع الشعب السوري، في الوقت الذي تفتح فيه قنوات الحوار مع الغرب بشأن النووي ودورها الإقليمي، تقابلها سياسة التردد الأميركي في دعم المعارضة السوريّة وتسليحها بما تحتاجه، للإسراع في رفع المعاناة عن الشعب السوري وإسقاط الحكم الذي يروّع شعبه، ويمارس أقسى أنواع القهر والتعذيب والتدمير والتهجير. وأضاف: من هنا، ومع التهديدات المتصاعدة والمرفوضة التي تطلقها السلطة السورية ضد لبنان، فالمطلوب أكثر من أي وقتٍ مضى التيقظ والتعقل، للحؤول دون السقوط في الفخ الذي ينصبه الحُكم السوري، الذي يريد تحويل الأنظار عما يرتكبه داخل سورية من مجازر وقتل، لذلك، فإننا ندعو إلى إعادة الاعتبار لسياسة النأي بالنفس، لتلافي نقل مفاعيل الأزمة السورية إلى داخل لبنان، والامتناع عن الغرق في القتال السوري الداخلي، لأن ذلك سيؤجج الانقسامات العموديّة، وسيفاقم الخلافات على أكثر من صعيد. وأشار إلى أنه، على الرغم من كل المصاعب والعثرات والمشاكل، وعلى رغم دفع بعض الأطراف الإقليميّة الصراع السوري- السوري إلى حدوده القصوى، وعلى الرغم من تخاذل المجتمع الدولي ولمناسبة الذكرى الثانية لاندلاع الثورة السورية، سوف ينتصر الشعب السوري مع كل عذاباته وقهره وشلالات الدماء التي تسقط يوميًا في كل أنحاء سورية. وتابع جنبلاط: سينتقم لحنجرة إبراهيم قاشوش ولحمزة الخطيب وأطفال درعا، ومئات الاطفال الآخرين الذين سقطوا، ولعذابات الامهات، وسينتصر الحق والكرامة على حساب القهر والظلم والديكتاتورية، وسيتذكر الذين ناصروه، وسيحاسب الذين قهروه، فكفانا هذا الاستهتار الدولي الذي لا يعترف بحق الشعب السوري في الكرامة، فسياسة ذر الرماد في العيون لم تعد تجدي نفعًا. وختم: لقد خرج الشعب السوري من القمقم ولن يعود إليه مهما كان الثمن.