محمود عباس

وجّهت حركة "حماس" انتقادات شديدة للرئيس الفلسطيني محمود عباس، في الأيام الماضية، واتهامات بـ "سوء النوايا" تجاه المقاومة المسلحة عبر إدانتها في تصريحاته المتكررة، إضافة لاتهامه بالتلاعب بمشاعر أهالي غزة، حينما صرّح بأنَّه "لا يوجد أموال لدفع رواتب موظفي حكومة حماس السابقة".

واتهم أحد قادة حماس في غزة النائب عاطف عدوان، عباس بالتلاعب بمشاعر سكان قطاع غزة، محذرًا من خطورة ذلك، معقبًا على تصريحات عباس الأخيرة التي جاء فيها إنَّه "لا توجد أموال لدفع رواتب الموظفين في غزة"، بالقول "أبو مازن يتلاعب بمشاعر أهل القطاع فيما يتعلّق بالرواتب أكثر ممّا يفعل الإسرائيليون أنفسهم عندما يهدّدون بشن حرب على غزة"، على حد تقديره.

وأضاف عدوان في تصريح صحافي، "فلسطين ليست عزبة خاصة لأبو مازن، ولسنا قطيعًا يسوقنا في أي اتجاه أراد، فنحن شعب من الأحرار، وليجد أبو مازن شعبًا آخر من العبيد"، كما قال.

وجاءت تصريحات عدوان ردًا على ما قاله عباس في لقاء تلفزيوني له على إحدى القنوات المصرية، أكّد فيها على موقفه المعارض للمقاومة المسلحة، قائلًا إنَّه "لا توجد أموال لدفع رواتب موظفي غزة حتى ولو تم اعتمادهم من قبل اللجنة القانونية".

ويُشار إلى أنَّ "اتفاق الشاطئ" المبرم بين حركتي "فتح" و"حماس" ينص على تشكيل لجنة قانونية للبت في مسألة الموظفين الحكوميين في غزة ويقدَّر عددهم بـ40 ألف موظف حلّوا مكان 80 ألف موظف للسلطة الفلسطينية استنكفوا عن العمل في القطاع منذ بدء الانقسام عام 2007.

وكانت حركة "حماس" اتهمت عباس بـ"سوء النوايا"، ردًا على إدانته ورفضه للمقاومة المُسلّحة، معتبرة تصريحاته بذلك الشأن موقفًا شخصيًا ومعزولًا عن الشعب الفلسطيني.

بدوره، أكد المتحدث الرسمي باسم الحركة سامي أبو زهري، في بيان مقتضب، أنَّ تصريحات عباس "المتكررة بشأن إدانته للمقاومة تعكس سوء النوايا"، مضيفًا "موقف عباس الرافض للمقاومة هو موقف شخصي ومعزول ولا يعبّر عن الشعب الفلسطيني"، مؤكدًا أنَّه لا خيار أمام الفلسطينيين إلا وسائل القوة والمقاومة.

وكان عباس جدَّد رفضه المطلق للمقاومة المسلحة، داعيًا في الوقت ذاته إلى مواجهة الاحتلال الإسرائيلي فقط بالمقاومة السلمية والدبلوماسية.

وبيّن في سياق حوار مع قناة "cbc" المصرية مساء الأربعاء "لن نقبل بالوضع الحالي، الاعتداءات الإسرائيلية على الضفة والقدس، ولكن ليس معنى هذا أن نلجأ إلى المقاومة المسلحة التي أرفضها تمامًا، ولكنَّ يمكن مواجهتا بالمقاومة الشعبية والحلول الدبلوماسية والسياسية".

وأضاف "النزاع المسلح لن يفيد بأي شيء، والدليل على ذلك الحروب الأخيرة بين حماس وإسرائيل، إسرائيل تدمّر وفلسطين تعمّر، ثم تدمّر إسرائيل مرة أخرى، وتستمر سلسلة الدمار والمعاناة ".