رفضت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" بشدة، مساعي الاحتلال تغيير الصبغة القانونية الخاصة بتعريف اللاجئين الفلسطينيين بخصوص أبناء الشعب الفلسطيني الذين هجروا عام 1948م، واعتبرت ذلك "تعديًا صارخًا على المواثيق الدولية دعت إلى التصدي له". وقالت "حماس" في بيان وصل "العرب اليوم" نسخة منه، "إنَّنا في الحركة نرفض بشكل قاطع وندين بشدَّة هذه المساعي المشبوهة للاحتلال الصهيوني لإسقاط صفة (اللاجئ) عن الفلسطينيين الذين أجبرتهم سياسات الاحتلال الإجرامية على مغادرة ديارهم وأرضهم في عام 1948م، ونعدّها تلاعبًا خطيرًا وتعديًا صارخًا للمواثيق الدولية، ونؤكّد على أنَّها محاولات يائسة لن تمرّ على شعبنا الفلسطيني الصامد وقواه الحيّة التي ستبقى متمسكة بحقوقها وثوابتها ولن تفرّط أو تساوم عليها، وإنَّنا في الوقت الذي نحذر الاحتلال الصهيوني ونحمّله المسؤولية الكاملة عن التداعيات الخطيرة التي تحملها هذه المساعي الصهيونية، ندعو الأمم المتحدة ومنظماتها كافة إلى رفض هذه المحاولات وعدم الاستجابة لها أو التعاطي معها، واتخاذ مواقف صارمة تضع حدًا لانتهاكات وجرائم الاحتلال ضد شعبنا الفلسطيني وأرضه ومقدساته". وأكد عضو المكتب السياسي لحركة "حماس" محمود الزهار، أنّ "محاولات الاحتلال لتغيير الأرض الفلسطينية وسلخ الإنسان عن وطنه، فاشلة ولن تغير من التاريخ والجغرافيا والحقائق شيئًا، وإنّ اللاجئ الفلسطيني مواطن هُجّر من أرضه، وهي ثابت من الثوابت الإنسانية، لا يستطيع الاحتلال التحكم بها، فهي مقدسة كالعقيدة، وأعلن المندوب الصهيوني الدائم في الأمم المتحدة رون بروسور، مساء الأحد، عن مساعي حثيثة تقوم بها الحكومة الصهيونية في محاولة لتغيير الصبغة القانونية الخاصة بتعريف اللاجئين الفلسطينيين، من أجل إسقاط هذه الصفة عن الفلسطينيين الذين هجروا عام 1948"، مضيفًا أنّه "لا يمكن لمندوبي الكون كلهم أن ينزعوا ملكية الوطن من قلوب الناس، ولا يستطيعوا نزع حقه في أرضه ومقدساته، وهذه إفلاسات وشعور من قبل الاحتلال بأنه جسم غريب وأنّه لا مستقبل له على أرضنا". وشدّد الزهار على أنّ "ذلك الأمر، يُعبّر عن صمود وثبات المواطن الفلسطيني على هويته ودينه وعقيدته ومفتاحه، الذي يخيف الأعداء حتى ولو بعد 65 سنة من تهجيرهم من أرضهم، وأنّ محاولات الاحتلال لنزع صفة اللاجئ الفلسطيني، لا تغير من المستقبل ولا من جغرافية الأرض، لأنهم عشاق الوطن وأطباء الزمن والذين تضمهم الأرض وتلفظ غيرهم"، مؤكدًّا أننّا "لا نخاف من العبارات والمحاولات الفاشلة، وأنّ الاقتحامات المتكررة للمسجد الأقصى من قبل المغتصبين، تؤكد على احساسهم بالغربة وأنهم جسم لا ينتمي لتاريخ المنطقة ولا جغرافيتها وموروثها الحضاري، وأجدادنا كانوا في أرضهم وسيعودون إليها مهما طال الزمن". وحذرت الجمعية الأردنية للعودة واللاجئين، من المساعي الصهيونية في الأمم المتحدة لتغيير صفة "اللاجئ" الفلسطيني، لهدف منع انتقال صفة اللاجئ إلى الأبناء والأحفاد، واعتبار ذلك عائقًا أمام حل الدولتين وتحقيق التسوية في الشرق الأوسط"، مؤكدة أن "صفة اللاجئ الفلسطيني والتي تنطبق على من هاجر من فلسطين بسبب الاحتلال الصهيوني لها وعلى أبنائه وأحفاده كما اعتمدتها الجمعية العمومية للأمم المتحدة وتبنتها (الأونروا) وعملت على أساسها منذ تاريخ النكبة عام 1948، لا يمكن لأحد أن يتلاعب بها أو يسعى إلى تغييرها بأي حجة مهما كانت". وأضافت الجمعية أن "حل الدولتين أو أي حل سياسي لا يمكن ربطه بحق العودة، لأنه حق مستقل وقانوني وسياسي وإنساني فردي وجماعي، لا يمكن لأحد أن يغيره ولا أن يتنازل عنه مهما كانت صفته، ولاحتى المنظمة الدولية نفسها تستطيع ذلك، إذ ليس من حق أحد في الكون أن ينزع حق الانسان في أرضه ووطنه، إلا أن يكون خاضعًا لمنطق الظلم والتسلط والقوة الغاشمة، وهو ما لا يمكن فرضه على أصحاب الحق، كما لا يمكن لأحد أن يتنازل عنه مهما كانت صفته"، فيما رفضت "المنطق الظالم في التعاطي مع الحقوق الثابتة"، مطالبة الأردن ومنظمة التحرير الفلسطينية وجامعة الدول العربية وكل دول العالم، بأن "تقف في وجه هذه المساعي التآمرية الخطيرة، وأن تعلن مجددًا تمسكها بحق اللاجئين الفلسطينيين بالعودة إلى أرضهم وديارهم التي هجروا منها بسبب الاحتلال". وحثت الدول كافة "أن تعمل جاهدة وبكل السبل لتحقيق هذه العودة التي هي حق طبيعي ومشروع للاجئ الفلسطيني أقرته الشرعة الدولية وأكدت عليه عشرات المرات، وأن الحلول السياسية ليست مرتبطة بهذا الحق ولا يجوز أن ترتبط به مهما كانت الجهة التي تتعاطى معها". ونقلت صحيفة "جيروزاليم بوست" الصهيونية عن السفير الإسرائيلي لدى الأمم المتحدة رون بروسو قوله، إن "نقل صفة لاجئ لأبناء اللاجئين الفلسطينيين الذين غادروا قراهم ومدنهم في فلسطين بعد إقامة "إسرائيل" هو أمر مضلل، وإنه في العام 1950، وصل عدد اللاجئين الفلسطينيين إلى 700 ألف، وأصبح عدد هؤلاء اليوم خمسة ملايين ومائة ألف لاجئ، وأن الأمر يعتمد على كيفية وأسس تعدادهم، وأن عودة هؤلاء اللاجئين إلى بيوتهم يمكن أن تؤدي إلى تدمير إسرائيل"، فيما ادعى أنه "عبر التاريخ تغير وضع اللاجئين القانوني عندما أصبحوا مواطنين في قطر خالٍ وفقدوا صفتهم الأصلية، وأن نسبة كبيرة من الفلسطينيين تعيش الآن في الأردن وسورية، وتمر الآن بأزمة لجوء جديدة". وانتقد بروسو سياسة "أونروا" التي تسمح للاجئين الفلسطينيين بنقل هذه الصفة لأطفالهم، معتبرًا أن ما تقوم به الأخيرة في هذا الشأن "مضلل"، قائلاً "إن إسرائيل تعارض بشدة جدول الأعمال السياسي الخاص بأونروا