تسبب الثلاثاء اختيا الرئيس الأمريكي باراك أوباما للسناتور الجمهوري السابق تشاك هاجل وزيرا للدفاع ذعرا في إسرائيل فالعلاقة متوترة بين نتنياهو المرجح فوزه في الانتخابات وبين أوباما الديمقراطي الذي فاز بفترة ولاية ثانية في نوفمبر تشرين الثاني برغم تأكيد كل منهما قوة التحالف بين الدولتين. و انتقد أوباما سياسة الاستيطان التي تنتهجها حكومة نتنياهو في الضفة الغربية المحتلة ويعتبرها الفلسطينيون سببا للأزمة المستمرة منذ عامين في عملية السلام. ونقلت صحيفة اسرائيل هايوم اليومية الموالية لنتنياهو يوم الثلاثاء عن مسؤول حكومي لم تذكر اسمه قوله إن اختيار هاجل "نبأ سيء جدا" مضيفا "من الواضح أن التعامل معه لن يكون سهلا." وأشار المسئول إلى أن وجود هاجل في وزارة الدفاع سيتيح للرئيس "أن يلعب دور الشرطي الطيب" مع نتنياهو. كما وجهت جماعات مدافعة عن حقوق المثليين انتقادات له بسبب تصريحات أدلى بها في 1998 وتساءل فيها هل بإمكان شخص "يعلن ميوله الجنسية المثلية صراحة" أن يصبح سفيرا كفؤا للولايات المتحدة. واعتذر عن هذه التصريحات الشهر الماضي قائلا إنها "تفتقر إلى رهافة الحس". ووصل الجدل الأمريكي حول هاجل إلى وسائل الإعلام الإسرائيلية حتى أن معلقا في صحيفة يديعوت أحرونوت توقع أن يكون وجوده في وزارة الدفاع "كابوسا" لنتنياهو. وألقى رئيس الوزراء خطابين يومي الاثنين والثلاثاء لم يشر في أي منهما إلى هاجل. حيث أفادت المصادر أنه لم  يصدر على الفور أي تعليق من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع إيهود باراك على إعلان أوباما يوم الاثنين ترشيح هاجل بعد أن ظلت شائعات تفيد باختياره تتردد على مدى أسابيع تعرض خلالها السناتور الجمهوري السابق لانتقادات لاذعة من بعض الشخصيات المؤيدة لإسرائيل. وخرج على صمت الحكومة اليمينية مسئولان صغيران نسبيا هما وزير الدفاع المدني آفي ديختر ونائب وزير الخارجية داني أيالون اللذان لا يتوقع استمرارهما في الحكومة بعد الانتخابات العامة يوم 22 يناير كانون الثاني. وذكر ديختر لراديو إسرائيل في مقابلة "كانت هناك بالفعل في الماضي ترشيحات تبدو مقلقة للغاية بالنسبة لنا وتبين في نهاية الامر أنها مختلفة تماما سواء للأفضل أو للأسوأ." وتابع "لذلك أعتقد أننا يجب أن نتوخى الحذر. نحن لا نرشح الناس للهيئات المختلفة في الدول الأخرى بشكل عام وخصوصا في الولايات المتحدة. لهذا جرت العادة على أن نقول لمن يرشحون هناك: أهلا بكم." وفي بعض الأحيان أثارت اسرائيل التي تتلقى ثلاثة مليارات دولار سنويا في صورة منح دفاعية من الولايات المتحدة غضب إدارة أوباما بتهديدها بشن حرب وقائية على إيران في وقت تسعى فيه القوى العالمية للتوصل إلى اتفاق دبلوماسي لحل أزمة البرنامج النووي الإيراني. وقالت وزارة الخارجية الإيرانية يوم الثلاثاء إنها تأمل أن يغير تعيين هاجل سياسة الولايات المتحدة ويجعل واشنطن "أكثر احتراما لحقوق الأمم". ويرى كثير من الجمهوريين أن هاجل الذي ترك مجلس الشيوخ عام 2008 كان يعارض في بعض الأحيان مصالح اسرائيل. فقد صوت بشكل متكرر ضد العقوبات الأمريكية على إيران التي تعتبر اسرائيل برنامجها النووي خطرا هائلا وأدلى بتصريحات يستخف فيها بنفوذ ما سماه "اللوبي اليهودي" في واشنطن. وسعى هاجل للرد على مزاعم تحيزه يوم الاثنين وقال لصحيفة لينكولن جورنال ستار إن سجله يظهر "دعما صريحا وتاما لاسرائيل" وإنه قال "مرات عديدة إن إيران دولة راعية للإرهاب". ومضى هاجل يقول "تشجيع عملية السلام في الشرق الأوسط من مصلحة اسرائيل." ولاقت تصريحاته على ما يبدو تأييدا من قبل أيالون وهو سفير سابق في الولايات المتحدة قال لصحيفة يديعوت أحرونوت الأوسع انتشارا في إسرائيل في تصريحات نشرت يوم الثلاثاء "التقيت به (هاجل) مرات عديدة وما من شك في أنه يعتبر إسرائيل حليفا حقيقيا وطبيعيا للولايات المتحدة." ورغم الانتقادات الموجهة لهاجل يعتقد البيت الأبيض إنه قادر على حشد ما يكفي من التأييد من كلا الحزبين كي يصدق مجلس الشيوخ ذو الأغلبية الديمقراطية على ترشيحه. وانتقد هاجل الذي شارك في حرب فيتنام ونال أوسمة حجم الجيش الأمريكي وصرح لصحيفة فاينانشال تايمز عام 2011 بأن وزارة الدفاع "مترهلة" وفي حاجة إلى "التشذيب". وهون وزير الدفاع الإسرائيلي الأسبق موشي ارينز من شأن تأثير ترشيح هاجل على استراتيجيات أوباما. وقال لرويترز "في الولايات المتحدة الرئيس هو الذي يصنع السياسة وليس أعضاء مجلس الوزراء" مشيرا إلى ان الرئيس الأسبق رونالد ريجان الذي كان يعتبر ودودا مع اسرائيل كان يعمل مع وزير دفاع أقل تعاطفا وهو كاسبار واينبرجر.