وصل كريستوفر روس "المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة إلى الصحراء" إلى العاصمة المغربية الرباط الأربعاء في مستهل جولة بالمنطقة تستمر حتى 3 أبريل/ نيسان المقبل. ومن المنتظر أن يجري روس مساء اليوم مباحثات مع كبار المسؤولين المغاربة، يتقدمهم عبد الإله بنكيران رئيس الحكومة، وكريم غلاب رئيس مجلس النواب (الغرفة البرلمانية الأولى)، ومحمد الشيخ بيد الله رئيس مجلس المستشارين (غرفة البرلمان الثانية)، إضافة إلى يوسف العمراني الوزير المنتدب في الشؤون الخارجية والتعاون. ومن المقرر أن يتوجه روس غدا الخميس إلى الصحراء، حيث سيزور العيون والداخلة، أكبر مدينتين صحراويتين. ويشمل جدول أعمال روس في المنطقة: إجراء مباحثات مع مسؤولي "البوليساريو" (الجبهة الشعبية لتحرير وادي الذهب والساقية الحمراء)، التي ترفض سيادة المغرب على إقليم الصحراء، إضافة إلى زيارة البلدين المجاورين الجزائر وموريتانيا. وبحسب الأمم المتحدة، فإن هذه الجولة تهدف إلى "تحضير المرحلة المقبلة في عملية التفاوض واحتمال استئناف المحادثات المباشرة بين أطراف النزاع للتوصل إلى حل نهائي لنزاع الصحراء". وكان روس قد أطلع مجلس الأمن الدولي مؤخرًا على خلاصة تقرير اعترف فيه بوصول المفاوضات حول الصحراء إلى طريق مسدود. واقترح في تقريره القيام بـ"جولات مكوكية" في المنطقة لتقريب وجهات النظر بين أطراف النزاع، والتمهيد لمفاوضات مباشرة من أجل حل نهائي. وكان المغرب قد قرر في مايو/ آيار الماضي سحب الثقة من روس، على خلفية ما اعتبرته الحكومة المغربية "انحيازًا من قبل روس إلى الطرف الآخر وحاجة المفاوضات إلى ديناميكية جديدة". واتهمت الرباط المبعوث الأممي بتجاوز صلاحياته عبر تضمين تقارير سابقة له "عبارات مسيئة للمغرب عند تطرقه إلى أوضاع حقوق الإنسان في الصحراء"، على حد قولها. غير أنه، وإثر اتصال بين العاهل المغربي محمد السادس، والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون يوم 28 أغسطس/ آب الماضي، عاد روس إلى الإشراف على ملف الصحراء، وقام بجولة في المنطقة أوائل نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي. ومنذ توقيع الطرفين اتفاقًا لوقف إطلاق النار عام 1991، تشرف الأمم المتحدة على المفاوضات، بمشاركة جزائرية وموريتانية، بحثًا عن حل نهائي.