أكد علماء لبنان، الأحد، أن هناك "مبادرات حوارية كثيرة لترسيخ الوحدة"، مشددين على ضرورة التقاء هذه المبادرات "لتمنع العواصف المذهبية والطائفية الآتية من المحيط" من أن تؤثر في لبنان، لافتين إلى "وجود خطة تستهدف الوحدة الداخلية"، تقوم على "عنصر التخويف وشد العصب المذهبي والطائفي". وقد عُقِد الأحد لقاء روحي، ضم عددًا من العلماء والفاعلين من مختلف الطوائف والمذاهب في لبنان، منهم: الشيخ الدكتور نجيب معروف، والقاضي الياس صليبا، والشيخ سعيد الأشقر، والأب عبدو رعد، والشيخ محمد الحاج، والشيخ عامر زين الدين، والأب فرانسوا عقل، والشيخ أحمد الجعيد، والأب شارل شامية، ورئيس البيت اللبناني للبيئة الشيخ نظام خزام، والشيخ بلال فخر الدين، والشيخ بهاء فياض. وتم خلال اللقاء بحث سبل تعزيز الوحدة الوطنية، وتأكيد "اللحمة بين الناس"، والدور المنوط بالعلماء "لحماية مسيرة الوحدة الداخلية"، والدعوة إلى حوار الأديان، والانفتاح على الآخر، ونشر رسالة المحبة الإسلامية والمسيحية بين الناس. وتحدث باسم الوفد الشيخ أياد عبدالله، فقال: "نأتي إليكم، إلى مؤسسة المرجع الراحل سماحة السيد محمد حسين فضل الله، ونجله العلامة السيد علي فضل الله .. نأتي إلى مدرسة الانفتاح والاعتدال.. هذه المدرسة التي نشرت ولا تزال، المحبة والفضيلة والاعتراف بالآخر، والتي لم تميز بين إنسان وإنسان". وأضاف عبد الله: "جئنا إليكم كوفد جامع من مختلف المذاهب في لبنان، لنؤكد رفضنا لكل أنواع الفتن والتشرذم، ولنقدم نموذجًا عن مدرسة التعدد التي تليق بلبنان، ولنؤكد أيضًا ألا يقتصر التلاقي على الرؤساء الروحيين، لأن الغيورين على مستوى البلد كله مدعوون للتلاقي، وخصوصا أننا أمام عاصفة هوجاء تهب في المحيط، ونحن في الوقت الذي نأمل ألا تصل إلينا، نريد أن نعد العدة الحوارية، وأن نرص صفوف وحدتنا في الداخل، لمواجهتها ومنعها من اختراق نسيجنا الداخلي". وتحدث فضل الله، فقال: نحن نعتز بهذا اللقاء الذي يمثل الوجه المشرق للبنان في الشكل والمضمون أيضًا، فهذا هو لبنان في مشهد التنوع وفي صورة التلاقي، وفي حركة المحبة والرحمة والعيش المشترك، الذي نريد لمناسباتنا وأعيادنا أن تؤكده حركة في الامتداد والتواصل والاستمرارية، بعيدًا عن كل ما يخطط له صناع الفتن ومنتجو الانقسامات". وأضاف فضل الله:" هناك في لبنان مبادرات حوارية كثيرة، وأكثر من حركة، لترسيخ الوحدة، وتكريس التلاقي بين المسلمين والمسيحيين، وبين السنة والشيعة والدروز، ولكننا نريد لهذه المبادرات أن تلتقي كما تلتقي السواقي في النهر الواحد، وأن تتجذر في الأرض اللبنانية، لتمنع العواصف المذهبية والطائفية الآتية من المحيط من أن تؤثر فينا، وليكون لبنان كنموذج حواري وحدوي، هو الذي يؤثر في المحيط، ويبعث برسالة المحبة إلى الجميع". وأكد فضل الله، أن "المرحلة تحتاج إلى تضافر الجهود لمنع الانقسام السياسي الحاد، من أن يتحول إلى انقسام مذهبي"، محذرا من أن "الخطة التي تعمل عليها الكثير من الأجهزة، تقوم على عنصر التخويف.. تخويف المسيحيين من المسلمين، والسنة من الشيعة أو العكس، وكذلك تخويف الدروز، لأن الناس عندما تخاف تنكمش على بعضها البعض، وتتعصب، وتُضمر العداوة للآخر، وتتحضر لما هو أخطر وأدهى"، فيما دعا فضل الله، إلى "التصدي لهذا التخويف باللقاءات الميدانية في البلدات والقرى، وفي المدارس والجامعات والنوادي الرياضية والثقافية، حتى يرتفع صوت الوحدة في مواجهة أصوات التفرقة".