استقبل رئيس تيار "المرده" النائب سليمان فرنجية في دارته وفدًا من "الحزب التقدمي الاشتراكي"، قدم عرضًا للمبادرة التي طرحها رئيس الحزب النائب وليد جنبلاط بشأن تصوره للحل السياسي في لبنان، حيث أكد فرنجية في أعقاب الاجتماع استعداده لتلبية أي دعوة للحوار، يطلقها رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، معتبرًا أن الحوار هو المفتاح لأي حل، ومشيرًا إلى أن "الطرف الأخر" يريد الحلول وفق ما يرغب، دون القبول بالحوار. كما أكد فرنجية على أن "هموم الناس في طرق عيشهم واقتصادهم وأولياتهم أصبحت في نظر البعض أمورًا ثانوية، بينما الأولويات عندهم هي السلاح وسورية والوضع في المنطقة". ودعا إلى الاتفاق على ما يساعد الناس على تسيير أمورهم، إذا كان الاتفاق متعذرًا بشأن تلك الأولويات. وقد ضم الاجتماع الوزير غازي العريضي، مع وفد من "الحزب التقدمي الاشتراكي، ضم الوزير علاء الدين ترو، ونائب رئيس الحزب الدكتور كمال معوض، وأمين السر العام ظافر حسن، كما شارك في الاجتماع الوزير فايز غصن، والوزير السابق يوسف سعادة، وطوني فرنجية. وقد قال الوزير العريضي في أعقاب الاجتماع "إن الزيارة تندرج في سياق الحركة التي نقوم بها على القيادات السياسية الأساسية في البلاد، على مختلف انتماءاتها وقناعاتها السياسية، والزيارة للنائب فرنجية هي واحدة من هذه المحطات، تناولنا فيها كل الأمور المطروحة داخليًا، وكذلك الحدث السوري، وتأكيد الموقف اللبناني بضرورة حماية أمن واستقرار وسلامة لبنان، انطلاقًا من قناعتنا بأننا لا نستطيع أن نؤثر بشيء في هذا الحدث الكبير على الإطلاق، وبالتالي كان من الأساس موقفنا ألا يكون هناك تدخل لبناني على الأرض في سورية من قبل أي فريق لبناني". وأضاف العريضي "صحيح أن الخلاف السياسي قائم، ولدى الأطراف مواقف سياسية متباعدة بشأن هذا الموضوع، وبشأن غيره من المواضيع، لكن نستطيع أن ننظم هذا الخلاف، وأن نحاول التأكيد على النقاط المشتركة، وهذا هو جوهر المبادرة، بالإضافة إلى مسألة الحوار في الداخل، ونحن لا نرى غير الحوار بديلاً وسبيلاً لمناقشة كل القضايا، والوصول إلى اتفاقات مشتركة بين اللبنانيين. وهناك نقطة أساسية تطرقنا إليها، واعتقد أنها تشكل همًا بالنسبة لكل اللبنانيين، وهي الواقع الاقتصادي الاجتماعي، وهذا أمر لا يستطيع أحد معالجته بشكل منفرد". وعن محصلة اللقاءات، قال العريضي "لا نستطيع الحديث عن محصلة نهائية، لأننا لم ننه الجولة بعد، وهناك قيادات سياسية أساسية لابد من زيارتها، وستكون لنا معها لقاءات في الأيام المقبلة، ونحن كما نقول للجميع في سياق هذا النقاش المفتوح نكون متفقين على قضايا ومختلفين على أخرى، نبحث في نتيجة كل لقاء عن النقاط المشتركة، ولو كانت نقطة واحدة، والمهم أن نبني على المشترك بين اللبنانيين، ثنائيًا أو ثلاثيًا أو رباعيًا، وستكون هناك غربلة في نهاية هذه الجولات، لتقييم كل النقاط التي توصلنا إليها، ونأمل أن تكون هناك ولو نقطة واحدة مشتركة يمكن أن تجمع رأيًا أو فكرًة أو مشروعًا بين جميع اللبنانيين، وهذا السعي يجب أن يستمر، انطلاقًا من إيماننا بأن الحوار هو السبيل الوحيد لحل المشاكل". من جهته، أكد فرنجية قائلاً "ليس هناك من خلاف بشأن ما قاله الوزير العريضي، وبالتأكيد نحن نلتقي في نقاط عدة، وما أكدناه له خلال الاجتماع أننا لسنا عقدة، نحن قبلنا بالحوار ومستعدون للذهاب إلى الحوار، وكل مرة يدعو فيها رئيس الجمهورية للحوار نحن سنلبي الدعوة، وأعتقد أن المشكلة هي عند غيرنا، فنحن نرى أن الطريق لأي حل هو الحوار، والغريب أن هناك من يطرح ما يقول أنها حلول، من دون القبول بأي حوار". وأضاف فرنجية قائلاً "يريدون حكومة وفاق وطني، ولكنهم لا يريدون الحوار، يطالبون باستقالة الحكومة، ومن بعدها استشارات، ولا يقبلون بالحوار، يريدون الحلول من دون حوار، وما أتصوره أنه للوصول إلى هذه الحلول يجب أن يكون هناك حوار، لأن الحوار هو الطريق للوصول إلى الحل، وهو المفتاح لأي حل، وهذا ما جاء الوزير العريضي والوفد المرافق ليطرحونه، ونحن نوافق ونؤيد الحوار، فالحوار مطلبنا ونحن جاهزون للذهاب إليه، على أن يشمل هذا الحوار كل شيء، فليست عندنا أي عقدة تجاه أي موضوع يريدون طرحه، نحن نرى أن كل شيء قابل للحوار". وردًا على سؤال بشأن السلاح في لبنان، قال فرنجية "كل شيء قابل للحوار، لقد قلنا سابقًا بشأن موضوع السلاح أن هذه المنطقة من هنا إلى باكستان مرتبطة ببعضها البعض، فهناك أمور يمكن حلها داخليًا، وهناك أمور تحل مع حلول المنطقة، وهناك أمور تحتاج إلى حلول دولية، وهناك أزمات عمرها من عمر الحرب العالمية، لذلك، علينا مناقشة الأمور التي بإمكاننا نحن حلها، نتفق عليها و نسير أمور الناس، فهناك القضايا الاجتماعية والمعيشية، إضافة إلى الأمور الأخرى، التي إن اتفقنا و إن اختلفنا فيها تأثيرنا ضئيل، ولكن نتحاور ونتوصل إلى مواقف، من دون أن تكون أولوية أساسية تعرقل الأمور الاجتماعية والحياتية، وتعيق حياة الناس".