واشنطن ـ وكالات
أكد كيري (68 عاما) في خطابه للعاملين بوزارة الخارجية صباح أمس أنه سيعمل على أن تكون الولايات المتحدة أكثر أمانا، وعلى تحقيق السلام في العالم الذي يشهد كثيرا من الصراعات وكثيرا من أعمال القتل. وأشار إلى أنه سيعمل لانتشال الناس من الفقر والمرض وتمكين الناس من التمتع بحقوق الإنسان، والحديث نيابة عن من لا صوت لهم. وقال: «نأمل من خلال تطبيق ذلك أن نغير حياتهم، ونجعل بلدنا أكثر قوة والعالم أكثر سلاما». واستقبل العاملون بوزارة الخارجية الوزير الجديد بكثير من الحفاوة والترحاب. وألقى كيري خطابا قصيرا أشار فيه إلى عمله بالكونغرس لمدة 28 عاما وقال إن الدبلوماسية تسري في دمه، وإن السياسة الخارجية كامنة في جيناته (مشيرا إلى والده الذي كان دبلوماسيا معروفا). وأشاد بعمل كلينتون ومن قبلها كونداليزا رايس ومادلين أولبرايت وقال مازحا إنه يواجه تحديا للإجابة عن سؤال: هل يستطيع رجل أن يدير وزارة الخارجية، بعد هيلاري كلينتون وكوندوليزا رايس؟. وأوضح أن عليه أن يملأ فراغا كبيرا بعدهما. وأشار وزير الخارجية الجديد الذي يحمل رقم 68 في تاريخ وزراء الخارجية الأميركيين إلى الأخطار التي يواجهها العاملون في العمل الدبلوماسي، مشيرا إلى السفير كريس ستيفنز والدبلوماسيين الثلاثة الذين قتلوا في الهجوم الإرهابي على القنصلية الأميركية في بنغازي، وتعهد أنه سيركز على ضمان أمن وسلامة العاملين الدبلوماسيين. وأشار كيري إلى جواز سفره الدبلوماسي الأول (الذي حصل عليه وهو في الحادية عشرة من عمره) الذي يحمل رقم 2927 مازحا أن بيانات الجواز تغيرت. وروى كيري بعض ذكرياته عن فترة إقامته في برلين بعد الحرب مع والده، واستخدامه لهذا الجواز في عبور الجانب الشرق إلى الجانب الروسي. من ناحية أخرى أشارت عدة وسائل إعلام أميركية أنه من المرجح أن يبدأ كيري جولته الأولي بوصفه وزير خارجية إلى منطقة الشرق الأوسط في زيارات إلى تل أبيب والقاهرة في محاولة لإحياء المحادثات المتوقفة منذ فترة طويلة بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية بقيادة فتح إضافة إلى مناقشة القضايا الإقليمية المتعلقة بالصراع في سوريا والملف النووي الإيراني والاضطرابات السياسية الجارية في مصر. لكن مصدرا صحافيا مسؤولا بالوزارة أكد أنه لا توجد خطط لزيارات خارجية بشكل مؤكد في الوقت الحالي. كان كيري قد أمضى يومي السبت والأحد في إجراء مكالمات هاتفية مع نظرائه في اليابان وكوريا الجنوبية وتركيا وكندا والمكسيك إضافة إلى محادثات مع المسؤولين الإسرائيليين والفلسطينيين. وقال مسؤول بالخارجية الأميركية إن كيري في محادثاته مع القادة الإسرائيليين والفلسطينيين أكد أن إدارة الرئيس أوباما ستستمر في السعي لإبرام اتفاق سلام في الشرق الأوسط، وتعهد لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالعمل معا بشكل وثيق لضمان أمن إسرائيل كما ناقش مع الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريس تشكيل الحكومة الإسرائيلية الجديدة. وتعهد كيري في محادثته مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس أن يبذل كل الجهد مع الكونغرس للإفراج عن أموال المعونة التي تقدمها الولايات المتحدة للسلطة الفلسطينية، وتخفيف الصعوبات الاقتصادية التي يواجهها الشعب الفلسطيني. وقال نبيل أبو ردينة المتحدث باسم الرئيس الفلسطيني أن كيري تعهد بالقيام بزيارة للمنطقة لإجراء مزيد من المحادثات، لكنه لم يحدد وقت الزيارة، فيما ذكرت إذاعة إسرائيل أن زيارة كيري ستتم في منتصف الشهر الحالي. وباشر كيري، جهوده لتمهيد الأرضية لاستئناف مفاوضات السلام لتسوية الصراع الإسرائيلي – الفلسطيني، وذلك بإجراء اتصالات هاتفية مع زعماء المنطقة، مبلغا أنه سيزور إسرائيل وفلسطين بعد أسبوعين. وقال مصدر مقرب من الرئيس الإسرائيلي، شيمعون بيريس، إنه أبلغ كيري خلال مكالمته معه أنه يرى أن نتائج الانتخابات الإسرائيلية تحمل بشرى بالنسبة لعملية السلام، إذ إن القوى التي تؤمن بضرورة تحريك هذه المسيرة حققت نتائج جيدة، وهي تضع هذه القضية شرطا لدخول الائتلاف الحاكم. ودعا الولايات المتحدة أن تبذل جهودا مكثفة لاستئناف المفاوضات وعدم اليأس من تعثرها على الطريق. وهاتف كيري أيضا كلا من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، والرئيس الفلسطيني محمود عباس. وفي محادثته مع نتنياهو حياه على قراره تحرير 100 مليون دولار من أموال الجمارك التي تجبيها إسرائيل لصالح السلطة الفلسطينية (مقابل عمولة بقيمة 3.5%). وقال له إن هذه خطوة مهمة لبناء الثقة. وأخبره بأن الإدارة الأميركية ترى في نجاح عملية السلام مصلحة عليا لها ولدول الغرب بأسرها. وأكد أنه سيكون لهذا النجاح تأثير كبير على جبهات كثيرة أخرى في العالم. وقال كيري، وفقا للمصادر الإسرائيلية، إن الولايات المتحدة ملتزمة بأمن إسرائيل والحفاظ على تفوقها العسكري في المنطقة، لكنها ترى أن السلام مع الفلسطينيين هو من أهم أركان هذا الأمن. وقالت مصادر إسرائيلية إن كيري تحدث مع الرئيس عباس حول نيته بذل جهود كبيرة لدفع عملية السلام. وقال له إنه يدرك خطورة الأوضاع الاقتصادية السيئة في المناطق الفلسطينية. ويرى أن استئناف المسيرة السلمية سوف يؤثر إيجابا على الخروج من الأزمة. وأبلغه تحيات الرئيس باراك أوباما وتعهده ببذل كل جهد ممكن لإنجاح المسيرة السلمية. واعتبرت هذه المحادثات، في إسرائيل، بمثابة خطوة مهمة جدا تدل على تغيير في التوجه الأميركي. وشبهته بالجهد الذي بذلته وزيرة الخارجية السابقة، كوندوليزا رايس، التي زارت إسرائيل وأراضي السلطة الفلسطينية 25 مرة خلال سنواتها في الخارجية. وقارنت هذا الأداء مع وزيرة الخارجية السابقة، هيلاري كلينتون، التي زارت المنطقتين 5 مرات فقط خلال سنواتها الأربع في الخارجية. ونقلت صحيفة «يديعوت أحرونوت» عن مصادر إسرائيلية قولها إن الانطباع السائد هو أن كيري يؤمن بقدراته على تحريك المسيرة السلمية، ولذلك ينوي القيام بدور لإنجاحها. وأكدت أن أول ما فعله كيري بعد أدائه القسم هو الاتصال بالرئيس الإسرائيلي بيريس، ثم نتنياهو وعباس، وهذه إشارة واضحة على جدية توجهه.