قال مصدر أمني لبناني إن عمليات الدهم والملاحقة الأخيرة أسفرت عن توقيف الجيش 10 أشخاص لاتهامهم بقتل عنصرين منه خلال مطاردتهم لأحد المطلوبين بتهمة "الإرهاب" في بلدة عرسال بالبقاع (شرق) الجمعة الماضي. وأضاف المصدر، الذي طلب عدم كشف هويته، في تصريحات لمراسلة وكالة الأناضول للأنباء، أنه بخلاف الموقوفين "توجد لدى مديرية المخابرات لائحة بأربعين مطلوباً ممن اشتركوا بجريمة قتل الرائد بيار بشعلاني والمعاون إبراهيم زهرمان، بكامل أسمائهم". وأوضح أن "هؤلاء المطلوبين ظهروا بالصورة والصوت وهم يشتركون في الإجهاز على الضحيتين داخل مبنى بلدية عرسال"، لافتا إلى أن "الأسماء التي عرفت هي من أصل 76 شخصاً هم مجموع من اشترك في العملية داخل البلدية وخارجها"، فيما لم يصدر تأكيد من قبل الجيش اللبناني حول تلك التصريحات حتى الساعة 18.30 تغ. وروى المصدر الأمني تفاصيل الحادث، حيث قال إن "معلومات وردت إلى الجيش تفيد بأن المطلوب خالد حميّد متجه نحو الحدود السورية، وهو يحاول الدخول الى سوريا، فجرى إختيار فرقة من 11 عنصراً برئاسة الرائد بشعلاني، وهذه الفرقة هي ذات كفاءة عالية في المهمات الصعبة، وتوجهت على متن سيارتين عسكريتين رباعيتي الدفع، وباللباس العسكري". وتابع أنه "لدى وصول القوة إلى أطراف عرسال في المنطقة الوعرة القريبة من الحدود السورية، قطعت الطريق على حميّد وترجل الضابط والعناصر لتطويقه بهدف القبض عليه حياً، غير أنه ترجل من سيارته وأطلق النار على عناصر الجيش من مسدس يحمله، ما اضطرهم إلى الردّ عليه فأردوه قتيلا على الفور". واستمر في روايته قائلا إنه عقب ذلك "جرى تطويق الدورية بعشرات المسلحين، ودارت اشتباكات بين الطرفين استغرقت قرابة الساعة، ما أدى إلى نفاذ ذخيرة دورية الجيش، عندها تمكن المسلحون من إصابتهم جميعاً، وقد قتل الرائد بشعلاني في موقع الحادث على الفور بأكثر من رصاصة في رأسه ووجهه، بينما أصيب الباقون إصابات خطرة". وأشار إلى أن المسلحين نقلوا عناصر الدورية إلى مبنى بلدية عرسال بسيارات، لاعتقادهم أنهم ماتوا جميعاً، لكن ما أن شاهدوا المعاون زهرمان يتحرك حتى انهالوا عليه بالضرب بالآلات الحادة وسحله وتهشيم رأسه، بينما نجا الباقون الذين ظنوهم أمواتا لفقدانهم القدرة على التحرك، قبل أن تصل تعزيزات الجيش وتنقلهم الى المستشفيات". واعتبر المصدر أن "ما تعرض عناصر الجيش جريمة بربرية لن تمرّ من دون القبض على جميع مرتكبيها وتقديمهم للمحاكمة"، مشدداً على أن "الجيش سلّم أسماء المطلوبين لسلطات عرسال، ليقدم هؤلاء أنفسهم للجيش وفي حال امتناعهم عن ذلك سيقوم الجيش والأجهزة الأمنية بالقبض عليهم". ورأى المصدر أن "المشكلة ليست بين الجيش وأهل عرسال التي ينضوي المئات من أبنائها في المؤسسة العسكرية والأجهزة الأمنية، إنما المشكلة مع إرهابيين ومجرمين إرتكبوا جريمة نكراء وسيعاقبون علة فعلتهم". وذكر شهود عيان في منطقة عرسال بالبقاع اللبناني أن دبابات تابعة للجيش اللبناني دخلت أمس إلى البلدة منفذة انتشارا واسعا في داخلها بعدما كان الانتشار العسكري يرتكز عند مداخلها والأطراف". وكان مصدر عسكري ذأنه "بات لدى الجيش عدد من الموقوفين الذين هم على علاقة بهذه العملية، وهناك لائحة بأسماء مطلوبين، لا بد من توقيفهم وسوقهم الى القضاء"، مشدداً على أنه "لا مساومة ولا تهاون مع الذين أراقوا دماء الشهيدين والجرحى الآخرين"، ورافضاً الكشف عن عدد الموقوفين والمطلوبين بموجب اللائحة، "طالما أن العملية لم تنته بعد". وأعلن الجيش اللبناني يوم الجمعة الماضي أن اثنين من عناصره قتلا في بلدة عرسال في "كمين مسلح" أثناء ملاحقة أحد المطلوبين للعدالة بتهمة القيام بعدة "عمليات إرهابية".