أكد مجلس الأمن الدولي أهمية اعتماد لبنان سياسة النأي بالنفس حيال الأزمة السورية، مبدياً رضاه عن الهدوء الذي يسود عبر الخط الأزرق في جنوب البلاد. وعقد المجلس جلسة مشاورات مغلقة استمع فيها إلى إحاطة من المنسق الخاص للبنان ومدير شعبة آسيا والشرق الأوسط في إدارة عمليات حفظ السلام ديريك بلاملي في أعقاب إصدار تقرير الأمين العام حول تنفيذ قرار مجلس الأمن 1701. وأصدر المجلس بياناً عقب الجلسة، أعرب فيه الأعضاء عن سعادتهم حيال الهدوء الذي ما زال سائداً عبر الخط الأزرق وفي منطقة عمليات قوة الأمم المتحدة المؤقتة "اليونيفيل" في جنوب لبنان. وحثوا جميع الأطراف على بذل كل جهد ممكن لضمان الحفاظ على وقف الأعمال العدائية، وشددوا على ضرورة مواصلة العمل مع المنسق الخاص و"اليونيفيل"، بما في ذلك من خلال الآلية الثلاثية، من أجل البناء على هذا الوضع والمضي قدما حول جميع القضايا العالقة في تنفيذ قرارات مجلس الأمن 1701 (2006)، 1559 (2004) وقرارات مجلس الأمن الأخرى ذات الصلة. وفي البيان الذي تلاه رئيس المجلس للشهر الحالي السفير الروسي فيتالي تشوركين أعرب أعضاء مجلس الأمن عن قلقهم البالغ إزاء تكرار حوادث إطلاق النار عبر الحدود اللبنانية ـ السورية والتي تسببت في مقتل وإصابة لبنانيين، بالإضافة إلى عمليات الخطف وتهريب الأسلحة عبر الحدود وانتهاكات حدودية أخرى. وعبروا عن قلقهم العميق أيضاً إزاء أثر الأزمة السورية على الاستقرار في لبنان، وناشدوا جميع اللبنانيين الحفاظ على الوحدة الوطنية في مواجهة محاولات تقويض استقرار البلاد، وشددوا على ضرورة قيام جميع الأطراف اللبنانية باحترام سياسة النأي بالنفس التي يعتمدها لبنان والامتناع عن أي تدخل في الأزمة السورية، وفقاً لإعلان بعبدا. وهذا ما أكد عليه أيضاً بلاملي قائلاً إن موقف المجلس الموحد وإعرابه عن القلق حيال خطورة انعكاس الأزمة السورية هو مهم جدا لنا جميعاً وللبنان. وعن ضلوع بعض الجماعات الشيعية أو السنية في الصراع السوري، قال بلامبلي "هذا مجال لا نملك فيه معلومات مستقلة خاصة بنا، هناك معلومات موثقة بشكل جيد،وهناك معلومات تتوارد إلى لبنان وتسبب قلقاً وهذا ما عكسه بيان مجلس الأمن دون توجيه أصابع الاتهام إلى أية جهة معينة، ولكنه شدد على أهمية احترام إعلان بعبدا الذي يعتبر مبادرة هامة جداً اتخذها رئيس الجمهورية ميشال سليمان ووافق عليها شركاؤه في الحوار الوطني". وسئل بلاملي حول ما وثقه تقرير الأمين العام فيما يتعلق بالخروقات التي تقوم بها إسرائيل للفضاء اللبناني، فأجاب"لقد قلناها بطريقة واضحة جداً، لقد تحدثنا عن ماهية الانتهاكات وعددها وأثرها على الثقة والإحساس بانعدام الأمن في لبنان، إن هذا الأمر واضح جدا في تقرير الأمين العام وفي المحادثات الأممية.. هناك عدد كبير من الانتهاكات بما فيها استخدام طائرات بدون طيار ومروحيات وطائرات..".