أكد مرشد عام جماعة "الإخوان المسلمين" في مصر الدكتور محمد بديع أن استخدام العنف غريب عن طباع هذا الشعب المسالم الصبور، وقال "هناك أياد خفية تحاول إجهاض الثورة، وإتلاف ثمارها وتشويه صورتها، ودفع الناس إلى الكفر بالثورة والندم عليها". وقال بديع في رسالته الأسبوعية، الخميس "هناك من يكره لمصر ولكل دول الربيع العربي الخير والنهضة، وهناك أموال تُدفع ، ومؤامرات تُدبر، وخطط خبيثة لإجهاض كل خطوات الثورة في التحرر وإعادة البناء ومقاومة الفساد ومطاردة الفاسدين". وأضاف أن "هناك من يراهن على عودة الأمور مرة أخرى إلى عصر الظلم والفساد، من أعداء في الداخل كانوا سدنة للنظام البائد، ومنتفعين منه، وآكلين على موائده الحرام، ومن أعداء في الخارج يكرهون عزتنا وقوتنا، ويعتبرون الثورة المباركة أكبر تهديد لهم بعدما فقدوا ما وصفوه بأنه "كنز إستراتيجي لهم"، بل وجدنا حملة منظمة للإساءة المتعمدة لجيش مصر العظيم، ودرع وسيف ليس لمصر وحدها، بل للأمة كلها على مدار تاريخه، فمن يا ترى صاحب المصلحة في هذا؟". وأشار بديع إلى أنه في "ثورة يناير" كان كل المتظاهرين سلميين، واجهوا الباطل بصدورهم العارية، وقال "سقط منهم الشهداء الأبرار لم يعتدوا، لم يتلفوا، كان الملايين يجتمعون في الميادين، لم تحدث حادثة واحدة للاعتداء أو الإيذاء، لم تحدث حادثة تحرش واحدة، كان الاتحاد والتآلف والتراحم واقتسام كسرة الخبز، كان النظام والنظافة والعفة والطهارة، فالغاية نبيلة، والوسائل أيضًا نبيلة". وتساءل قائلاً "أين هذا الآن من محاولة هدم مؤسسات الدولة وحرقها بالمولوتوف، وقطع الطرق وتعطيل مصالح الناس، ورشق الشعب بالرصاص الحي والخرطوش، مع استخدام كل الموبقات من خمور ومخدرات وتحرش واغتصاب؟"، مضيفًا "ينبغي أن نميز جيدًا بين الشباب الطَّاهر الثائر البريء الذي يتمنى الإصلاح، وربما يستعجل آثاره ونتائجه، وبين دخلاء يتم استخدامهم لإفشال النظام الشرعي المنتخب، بعد جهد جهيد من صبر الشعب ومصابرته وبذله وتضحياته". واعتبر المرشد أن "الحوار والمشاركة، والصدق والإخلاص، وتجريد النفوس من كل هوى أو مصلحة شخصية عاجلة، والنظر إلى حاضر الأمة ومستقبلها، وتوحيد الجهود، هو السبيل للبناء والنهضة؛ لإنجاح التجربة وإعطاء الأمل والمثل لكل شعوب المنطقة والعالم كله".