أعلن مسؤول أمني ألماني أمس الثلاثاء، أنه تم تشغيل بطاريتي صواريخ "باتريوت" تمثلان الدفعة الثانية من ست بطاريات يرسلها حلف شمال الأطلسي "ناتو" إلى تركيا. وقال المسؤول: إن "البطاريتين الألمانيتين اللتين نشرتا حول مدينة "كهرمان ماراس"، التي تبعد نحو مائة كيلومتر عن الحدود السورية، نصبتا في مكانهما، وأصبحتا جاهزتين للاستخدام بدءاً من مساء أمس الثلاثاء. وتم تشغيل البطاريتين الأوليين المرسلتين من هولندا السبت الماضي، بعد نشرهما حول مدينة "أضنة" جنوب غربي "كهرمان ماراس"، ومن المتوقع وصول البطاريتين الأخيرتين من الولايات المتحدة إلى تركيا اليوم الأربعاء، على أن يتم تشغيلهما خلال أيام. وتعهدت كلاً من الولايات المتحدة وألمانيا وهولندا، بإرسال بطاريتين إلى تركيا ونحو 400 جندي لتشغيلهما، بعد أن طلبت أنقرة المساعدة لتعزيز دفاعاتها الجوية ضد ما تقول إنه هجوم صاروخي يحتمل أن تتعرض له من سوريا. وتنشر البطاريات حول ثلاث مدن في جنوب شرق تركيا، ومن المقرر أن يتم ربطها مباشرة بالقيادة الجوية للحلف الأطلسي في "رامشتاين" في ألمانيا. ويُمكن لصواريخ أرض جو من طراز "باتريوت"، أن تُدمر في الجو صواريخ "بالستية تكتيكية"، وصواريخ عابرة أو طائرات، وسبق أن نشرت هذه الأسلحة مرتين في تركيا في 1991 في حرب الخليج، ثم في 2003 خلال غزو العراق. وكان وزراء خارجية حلف الأطلسي، وافقوا مطلع الشهر الماضي على نشر صواريخ "باتريوت" على الحدود التركية السورية بناء على طلب تركيا، الذي جاء عقب تعرض مناطق تركية قريبة من الحدود مع نهاية 2012 لسقوط قذائف من سوريا أوقعت خمسة قتلى من المدنيين. وصرح مصدر تركي -في وقت سابق- قائلاً: "اعتبارا من اليوم ستفكر سوريا ملياً قبل أن تطلق قذائف على الحدود أو مباشرة على تركيا"، مشدداً على الطابع "الدفاعي المحض" لهذه الصواريخ. وانتقدت إيران قرار الناتو، وقال رئيس أركان الجيش- الجنرال حسن فيروزي أبادي -في تصريح له الشهر الماضي- إن "نشر صواريخ باتريوت يهدف إلى حماية إسرائيل من الهجمات الصاروخية الإيرانية، وعرقلة قيام روسيا بالدفاع عسكرياً عن سوريا".