استغرب رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي " أن يتمادى البعض في التحامل على الحكومة،  بادعاءات باطلة وزائفة، وكأنه قدم إلى لبنان الثلاثاء، ولم يتسلم السلطة على مدى سنوات، ويتحمل مسؤولية مباشرة عن الكثير من الملفات والتراكمات والتجاوزات التي تجهد الحكومة لمعالجتها"، وشدد على " أنه بدل أن  يقدر هذا البعض ما تفعله الحكومة لمصلحة جميع اللبنانيين، نراه يتمادى في حملاته، بفجور سياسي كبير، سيواجه من قبلنا، ليس بالتساجل على المنابر وفي وسائل الإعلام، بل  بالوقائع الدامغة والأفعال المنتجة لمصلحة اللبنانيين". وأسف " لإصرار البعض في المعارضة على النيل من الحكومة وإقفال كل أبواب الحوار بسلبية مطلقة، ومقاطعة المجلس النيابي، مراهنا على متغيرات يعتقد أنها ستصب لمصلحته، فيما الواقع أن هذه المقاطعة لا تضر إلا مصالح المواطنين وتنعكس سلبا على صورة لبنان". وكان مجلس الوزراء عقد جلسة قبل ظهر اليوم في السرايا برئاسة الرئيس ميقاتي وأذاع في نهايتها وزير الإعلام وليد الداعوق المقررات الرسمية الآتية: بناء لدعوة دولة رئيس مجلس الوزراء انتقد مجلس الوزراء صباح هذا اليوم في السراي برئاسة دولة الرئيس وحور غالبية الوزراء الذين غاب منهم الوزيران محمد فنيش وسليم كرم. في بداية الجلسة تحدث دولة الرئيس فتقدم "بالتهنئة من معالي الوزراء  ومن خلالهم الى جميع اللبنانيين لمناسبة عيد الميلاد المجيد والسنة الجديدة ، متمنيا أن تحمل الأيام الآتية للبنانيين خيرا وسلاما وعافية  وللبنان استقرارًا". وقال :"إن حلول الأعياد فرصة للرجوع إلى الذات، ومناسبة لتقييم ما حصل في خلال عام ،ليس بهدف استرجاع وقائع باتت من التاريخ، بل للاستفادة من العبر التي تكوّنت ومحاولة الانطلاق منها نحو ما هو أفضل". وقال دولة الرئيس"تستمر الساحة اللبنانية تحت تأثير الأحداث الجارية في سوريا ، وما يستتبع ذلك من انقسام سياسي داخلي، ولذلك  نحن مستمرون في انتهاج الموقف الذي اتخذناه، منذ بدء هذه الأحداث، لأنه الموقف السليم الذي يُبقي لبنان بعيدًا عن تداعيات ما يحصل، لاسيما وإننا دعونا منذ البداية إلى نبذ العنف والاقتتال وسفك الدماء،من أي جهة كانت، واعتماد الحوار الوطني الشامل والمتكافئ والموضوعي ، سبيلا للولوج إلى الإصلاح المنشود". أضاف: في المقابل يواجه لبنان ملفا إنسانيا كبيرا يتصل بتدفق أعداد كبيرة من النازحين السوريين إلى لبنان هربا من الأحداث الجارية في سورية ،حيث نشهد يوميا تدفق عشرات النازحين ونتوقع مجيء المزيد بسبب حدة المواجهات في سوريا، ولا تزال حكومتنا  تقوم بواجباتها في إغاثة هؤلاء النازحين وإعانتهم بالتعاون مع عدد من المنظمات الدولية المعنية . لكن ارتفاع عدد النازحين ، ومن بينهم أعداد كبيرة من الأخوة الفلسطينيين، يستدعي مقاربة جديدة ومتقدمه لهذا الملف، تأخذ في الاعتبار ازدياد أعداد النازحين واحتمال طول مدة إقامتهم في لبنان ". وتابع دولة الرئيس: من هذا المنطلق عقدنا قبل يومين اجتماعا ثانيا مع ممثلي كافة  الدول المانحة ناقشنا فيه خطة الحكومة  لمواجهة هذه المسألة ومدى استعداد المجتمع الدولي لمؤازرتنا. الأجوبة التي حصلنا عليها حتى الآن مشجعة، وما اتخذ من مبادرات يمثل خطوة مشكورة  ونحن ننتظر استكمالها في الفترة المقبلة وهي ستدرج في خطة الأمم المتحدة التي ستطلق اليوم في جنيف".   وقال دولته: "لا يزال البعض في المعارضة مصرًا على النيل من الحكومة وإقفال كل ابواب الحوار بسلبية مطلقة، ومقاطعة المجلس النيابي ، مراهنا على متغيرات يعتقد أنها ستصب لمصلحته، فيما الواقع أن هذه المقاطعة لا تضر إلا مصالح المواطنين وتنعكس سلبا على صورة لبنان. وما هو مؤسف ومستهجن أن يتمادى البعض في التحامل على الحكومة،  بادعاءات باطلة وزائفة ، وكأنه قدم إلى لبنان بالأمس، ولم يتسلم السلطة على مدى سنوات ، ويتحمل مسؤولية مباشرة عن الكثير من الملفات والتراكمات والتجاوزات التي تجهد الحكومة لمعالجتها. وبدل أن يقدر هذا البعض ما تفعله الحكومة لمصلحة جميع اللبنانيين ، نراه يتمادى في حملاته، بفجور سياسي كبير، سيواجه من قبلنا ،ليس بالتساجل على المنابر وفي وسائل الإعلام،بل  بالوقائع الدامغة والأفعال المنتجة لمصلحة اللبنانيين". أضاف دولته: مهما علا صراخ البعض، فهذا  لا يسقط حقيقة ماثلة أمام جميع اللبنانيين من أن حكومتنا استطاعت أن تحقق الكثير من الانجازات في مجالات عدة ، سياسية وإنمائية واقتصادية ، كما أثبتت صدقيتها في التعاطي مع كل الملفات الدقيقة داخل لبنان وخارجه ،وكانت أمينة للالتزامات التي أوردتها في بيانها الوزاري ، فاكتسبت احترام المجتمع العربي والدولي وأسقطت عمليًا كل ما سيق ضدها  من اتهامات ونعوت وأوصاف". وقال دولة الرئيس :مرة جديدة ندعو الجميع إلى العودة إلى لغة الحوار بهدف الوصول إلى قواسم مشتركة يمكن أن تشكل نواة حلول للمواضيع المطروحة عوضا عن أن تبقى خلافية وغير قابلة للحل .وحده الحوار الوطني يقرب المسافات ويسقط الحواجز ويعيد تفعيل إرادة التلاقي الوطني بين جميع اللبنانيين . ومن ثم توقف مجلس الوزراء عند ازدياد تدفق النازحين السوريين والفلسطينيين إلى لبنان نتيجة الأحداث في سوريا وما يشكله هذا الأمر من ضغوطات ومخاطر ، مع تأكيد تمسك لبنان بواجباته الأخوية والإنسانية، بما يحفظ سيادته وأمنه واقتصاده، وقد تم الاتفاق على عقد جلسة خاصة لمجلس الوزراء لبحث هذا الأمر ووضع الضوابط واتخاذ الإجراءات التي تحد من المخاطر والأعباء، وتؤدي إلى تحمل الجميع عربياً ودولياً مسؤوليتهم إلى جانب الدولة اللبنانية في معالجة هذا الملف. ومن أبرز المقررات المتخذة إعادة الموافقة على إعادة تقرير المناقصة المفتوحة لتلزيم مشروع إشغال إنتاج الطاقة الكهربائية في موقع محطة دير عمار الثانية وفقاً لدفتر شروط جديد يتم إعداده من قبل وزير الطاقة الكهربائية. والموافقة على اتفاقية قرض من البنك الأوروبي للتثمير لتمويل مشروع أوتوسترادات لبنان المرحلة الثانية ومشروع تمويل قروض للقطاع الخاص في مجال توفير الطاقة والطاقة المتجـددة. وقد دعا دولة رئيس مجلس الوزراء المجلس للانعقاد صباح الخميس الواقع في السابع والعشرين من كانون الأول/ ديسمبر الجاري في القصر الجمهوري في بعبدا.