أنقرة ـ وكالات
يشكل النداء الذي وجهه الزعيم الكردي السجين عبد الله أوجلان إلى مقاتلي حزب العمال الكردستاني لإلقاء السلاح، منعطفًا في تاريخ الأكراد الذين يخوضون نزاعا مسلحا للحصول على الاستقلال وتعرضوا قبل 25 عاما لهجوم بالأسلحة الكيميائية. ووجه أوجلان أمس رسالة لمقاتلي الحزب الكردستاني تليت في ديار بكر بجنوبي شرقي تركيا، دعاهم فيها إلى وقف إطلاق النار ضد الحكومة التركية وسحب مقاتلي الحزب من تركيا إلى شمالي العراق، تمهيدا لاتفاق سلام ينهي التمرد الكردي الذي بدأ عام 1984 وأوقع عشرات آلاف القتلى غالبيتهم من الأكراد. وأثار نداء الزعيم الكردي الذي جاء بعد سلسلة من الخطوات الإيجابية، آمالا بالتوصل إلى حل نهائي للنزاع المستمر منذ ثلاثة عقود مع تركيا، إلا أن الأكراد في العراق وتركيا وسوريا وإيران لا يزالون أمام تساؤلات جدية على المدى الطويل، حول علاقاتهم مع الحكومات المركزية غير المتعاطفة مع قضيتهم." تمتع الأكراد بفترات من الحكم الذاتي في قرون سابقة، ومع أنه تم الاعتراف بحقهم في دولة مستقلة في المعاهدات بعد الحرب العالمية الأولى، إلا أن هذه التعهدات لم تنفذ أبدا" وقالت جاين كينيمونت -من مركز تشاتهام هاوس في لندن- إن وقف إطلاق النار سينطوي على انعكاسات مهمة لمجمل الحركات الكردية في المنطقة. وأضافت أن نداء أوجلان "قد يبرز خيارات أكثر لتطلعات الأكراد يجب تعزيزها ضمن نظام الحكومة الإقليمية الحالي". غير أن جاين أشارت إلى وجود توتر بين ما سمتها الأحلام المثالية بإقامة دولة تجمع المناطق الكردية وواقعية القادة السياسيين في الشرق الأوسط القائم على نظام دول متعددة الإثنيات والطوائف لكن مع مخاوف كامنة من التجزئة. وغالبية الأكراد في الشرق الأوسط والمتحدرين من أصل هندو-أوروبي من المسلمين السنة، ويتراوح عددهم بين 25 و35 مليونا وهم يختلفون في لغتهم وثقافتهم عن العرب والأتراك والفرس.