عبر الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند عن اهتمامه بالوضع في لبنان وعبر عن قلقه وشكوكه من حالة عدم حصول الانتخابات النيابية المقررة في لبنان في حزيران / يونيو المقبل، ومن جانبه أشار الرئيس أمين الجميل رئيس حزب الكتائب اللبنانية إلى أن المسؤولية الأساسية في إيجاد الحلول للأزمة اللبنانية تقع على عاتق المسؤولين اللبنانيين أنفسهم، و جاء ذلك خلال استقبال الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند الرئيس أمين الجميّل في الاليزيه على مدى خمس وأربعين دقيقة وعرض معه المستجدات على الساحتين اللبنانية والإقليمية. وتناولت المحادثات التطورات التي تشهدها الساحة العربية وخاصة الوضع في سورية وانعكاساته على الداخل اللبناني، وكان لمسألة النازحين حيز واسع من الاهتمام، هذا وقد أعرب الرئيس الفرنسي للرئيس الجميّل عن موقف فرنسا الثابت إزاء لبنان وسيادته وأمنه، مشدداً على موقع لبنان ودوره التاريخي في المنطقة. و من جانبه تحدث الرئيس أمين الجميّل بعد لقائه الرئيس الفرنسي فقال: "سررت بتلبية الدعوة التي وجهها لي الرئيس الفرنسي، وكانت مناسبة لمناقشة مواضيع الساعة ولاستعراض بعض الأفكار التي من شأنها معالجة المنعطفات الدقيقة التي يمرّ بها لبنان والمنطقة. أنني خرجت من لقائي بالرئيس الفرنسي بيقين إضافي بأن لبنان ليس مسألة عابرة في الأجندة الفرنسية، والإدارة تعمل لكل لبنان ولصالح كل اللبنانيين بصرف النظر عن انتماءاتهم الدينية أو السياسية. وقد وعدني الرئيس هولاند بمتابعة جهوده لمساعدة لبنان على كل المستويات، خاصة تحصينه من أحداث الجوار وتداعيات الأزمة السورية". ورداً على سؤال، قال الرئيس الجميّل:"نعرف مدى خطورة الوضع السوري وتداعيات النزوح على لبنان سياسياً وأمنياً واقتصادياً، وإذا كان واجب لبنان الإنساني تجاه النازحين أساسيا، إلا أن حجم النزوح المتزايد ساعة بساعة جعل قدرات لبنان عاجزة لوحدها عن تلبية متطلبات النازحين، إضافة إلى تداخل الثورة السورية بالاصطفاف اللبناني الداخلي من هنا وهناك، ولا أرى استمرار الاستقرار الدائم والثابت في لبنان إلا من خلال ممر إلزامي عنوانه الحياد الذي تبناه إعلان بعبدا". و أجاب عن سؤال آخر، قائلا "إن قانون الانتخاب اخذ حيزاً عابراً من المحادثات وهو مسالة داخلية تبحث في لبنان بين الافرقاء اللبنانيين، لكنني فوجئت باستيعاب الرئيس الفرنسي بكل تفاصيل هذا الملف. في موضوع الحوار". و أضاف الرئيس الجميّل:"إن الرئيس هولاند يشجع على الحوار بين اللبنانيين، وأنا على توافق تام معه وجرى البحث في بعض الآليات التي من شأنها دفع هذا الحوار. وأعمل شخصياً على تفعيل الحوار المعطل، وهناك أطر أخرى يمكن من خلالها الإبقاء على الحوار قائماً ولو بحده الأدنى، ويجب الانطلاق من قناعة أساسية وهو انه في لبنان لا يمكن حذف أو إلغاء أو تجاوز أي من المكونات اللبنانية. وكان رئيس حزب الكتائب الرئيس أمين الجميّل قد واصل اتصالاته في العاصمة الفرنسية وكان له لقاء مع مسؤولي 14 آذار، وحضر اللقاء رؤساء مكاتب فرنسا في المستقبل والقوات اللبنانية والأحرار والكتائب، كما شارك في الاجتماع ممثل الحزب التقدمي الاشتراكي، وتركز اللقاء على الأزمة السياسية التي يعيشها لبنان على خلفية الخلاف على قانون الانتخاب. وأكد جميل على متابعة العمل لبلوغ مشروع انتخابي يحوز اكبر قدر من التوافق الداخلي، لان البلد لا يحتمل لاءين وهذا ما يستدعي الكثير من الجهد.ورفض تأجيل الاستحقاق الانتخابي تحت أي ذريعة أو مُسمى. و على صعيد آخر  التقى الرئيس الجميّل نائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري الذي أكد تفهمه للهواجس التي تعيشها الطوائف، مشددا على السعي لإنتاج نظام انتخابي يجمع بين صحة التمثيل والمسألة الوطنية. هذا وشارك الرئيس الجميل والوفد المرافق الذي ضم نائبه سجعان قزي ورئيس مجلس الإعلام في الحزب جورج يزبك اجتماع في الجمعية الوطنية الفرنسية حضره نحو 60 نائبا من جمعية الصداقة اللبنانية - الفرنسية.